حينما يتحكم المشاهد في نهاية «كلبش 2» (فيديو)
منذ ساعات أسدل الستار على الأعمال الدرامية المشاركة في الماراثون الرمضاني 2018، واختتمت جميع المسلسلات بالحلقة الثلاثين، وكانت النهايات مختلفة وفقًا لطبيعة كل عمل درامي، ولا غريب في الأمر، فمنذ أن دخلت الشاشة الفضية البيوت المصرية، ومع كل عمل درامي يحدث الانجذاب الشديد بين المشاهد والعمل، حتى أن المشاهد بمجرد عرض الحلقات الأولى من المسلسل يظل يمني نفسه بالنهاية الوردية التي ينتصر فيها الخير على الشر، لينزل تتر النهاية على البطل الذي لا يموت.
شتان بين الماضي والحاضر في نهايات الأعمال الدرامية، فعمالقة الدراما المصرية والعربية، لا يعنيهم إن كانت النهاية تأتي على هوى المشاهد أم لا فكل ما يشغل باله الواقعية والمنطقية في التناول.
ولكن في السباق الرمضاني المنقضي، تشعر من خلال مشاهد النهاية، وكأنه تم تغييرها بعد جس نبض المشاهد، وهو ما ظهر جليًّا في أحد المسلسلات التي حققت أعلى نسب مشاهدة في الأعمال الرمضانية 2018 وهو مسلسل كلبش 2.
في المشهد قبل الأخير الذي كان يصلح أن يكون خاتمة النهاية للعمل الدرامي وفقًا لمعايير المنطق والواقعية، حيث تحولت معركة باشا مصر سليم الأنصاري (الذي لعب دوره الفنان أمير كرارة)، من عداوة بينه وبين أحد العناصر الإجرامية والإرهابية المتمثلة في عاكف الجبلاوي (هيثم أحمد زكي)، إلى عدواة ومعركة طاحنة مع كبرى الدولتين الداعمتين للإرهاب والتخريب بمصر وهما تركيا وإسرائيل - وفقًا لما ظهر في أحداث المسلسل.
ورغم الحزن الشديد الذي انتاب المشاهد من مقتل بطل العمل سليم الأنصاري، متوجًا بمشهد وداعه، ليصلح عن جداره مشهد ختامي للعمل الدرامي، خاصة أنه جمع عددًا من المشاركين في الجزء الأول من المسلسل، كل يسترجع ذكرياته مع البطل، وفي الخلفية الأغنية الأكثر ملاءمة للمشهد (صندوق خشب)، وبالفعل جميع القنوات العارضة للمسلسل أنهت المشهد بفاصل إعلاني؛ ليهيئ لنفسه لينزل تتر النهاية، ولكن الصدمة تأتي بعد انتهاء الفاصل الإعلاني ليظهر البطل الأسطوري الذي لا يموت في مشهد جمعه مع زوج شقيقته الضابط حسام، ليفهم منه أن سليم الأنصاري نجا من محاولة الاغتيال وافتعلت الأجهزة الأمنية خبر وفاته لحمايته.
وهنا ظهر المشاهد الذي حزن بشدة لوفاة بطله الأسطوري ولكن ما أحزنه أكثر الاستخفاف بعقله وتحول الشخص العادي الذي قتل بعيار ناري، لكائن لا يموت ولا يقهر مهما أُطلق عليه وابل من الرصاص، ومهما كانت عداوته سواءً كانت مع أشخاص أو مؤسسات أو حتى دول بكل أجهزتها، وقد رأى المشاهد النهاية الوردية التي جاء بها المسلسل، وكأن القائمين على العمل لم يريدوا أن تكون النهاية مأساوية وتنتهي بحزن أحباب سليم الأنصاري على فقدانه.