رئيس التحرير
عصام كامل

الاشتباكات توقف تحميل النفط في ميناءي السدر ورأس لانوف بليبيا

فيتو

أُغلق ميناءا رأس لانوف والسدر النفطيان الرئيسيان في ليبيا اليوم الخميس، وأُخليا بسبب هجمات كتائب مسلحة معارضة للقائد العسكري بشرق البلاد خليفة حفتر، مما أدى لفقد 240 ألف برميل يوميا من الإنتاج.


وقالت مصادر محلية: إن الاشتباكات بين قوات موالية للجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر ومجموعات مسلحة منافسة تدور جنوبي رأس لانوف، حيث يستهدف الجيش الوطني الليبي منافسيه بغارات جوية.

وسيطر الجيش الوطني الليبي على السدر ورأس لانوف بجانب موانئ أخرى نفطية في منطقة الهلال النفطي الليبي في 2016 مما سمح بإعادة فتحها بعد إغلاق طويل ورفع إنتاج ليبيا من النفط بشكل كبير.

وتضررت أكثر من نصف صهاريج التخزين في المينائين بشدة خلال القتال الذي دار في السابق ولم يتم إصلاحها بعد، على الرغم من أن عمليات التحميل تسير بشكل منتظم في السدر.

وقالت مؤسسة النفط: إنها أجلت العاملين في الميناءين للمحافظة على سلامتهم. وأضافت أن الإنتاج خسر نحو 240 ألف برميل يوميا وإنه تأجل دخول ناقلة كان من المقرر أن ترسو في السدر يوم الخميس.

وقال مصدر عسكري: إن هجوما من ثلاث جهات شنته كتائب دفاع بنغازي، وهي مجموعة حاولت من قبل السيطرة على الهلال النفطي،والتقدم صوب بنغازي الواقعة بالكامل تحت سيطرة حفتر منذ أواخر العام الماضي.

وظهر إبراهيم الجضران، الذي قاد مجموعة مسلحة حاصرت الموانئ لأكثر من عامين قبل أن يطردها الجيش الوطني الليبي، في تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي معلنا بدء حملة وقال وهو يقف مرتديا سترة مموهة في منطقة صحراوية غير معروفة ”نعلن اليوم... انتهاء التجهيز لقوات حرس المنشآت النفطية والقوات المساندة... بمنطقة الهلال النفطي. هدفها الأساسي والأسمى والأول والأخير هو رفع الظلم عن أهلنا.

”السنتين العجاف التي شافها أهل الهلال النفطي... على وجه الخصوص... من تواجد هذا الكيان الظالم... وهو كيان حقيقته وجه ثان للإرهاب والتطرف“.

 مليارات ضائعة
وتشير التقديرات إلى أن الحصارات السابقة التي قادها الجضران قد كلفت ليبيا إيرادات ضائعة بأكثر من 50 مليار دولار.

وباءت محاولات متكررة سابقة لخصوم الجيش الوطني الليبي لاستعادة منطقة الهلال النفطي بالفشل، ومن غير الواضح حجم القوات والدعم المحلي والقبلي للجضران أو قوات كتائب دفاع بنغازي حاليا.

لكن الجيش الوطني الليبي، وهو القوة المهيمنة في شرق ليبيا والذي يعارض الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة، يتمدد على جبهات مختلفة.

ويشن الجيش الوطني منذ الشهر الماضي حملة للسيطرة على درنة وهي آخر مدينة في الشرق خارجة عن سيطرته.

وقالت فرنسا التي استضافت قمة دولية الشهر الماضي لوضع خارطة طريق لانتخابات في ليبيا إنها ”تدين بأقصى الحزم الهجوم الذي شنته اليوم عناصر متطرفة في الهلال النفطي“.

وقال المصدر العسكري إن الاشتباكات الدائرة يوم الخميس لم تؤثر على أي حقول نفط. وقال إن الجيش الوطني تكبد ما لا يقل عن خمسة قتلى ونحو ستة مصابين.

وأكد أحد السكان إنه سمع أصوات اشتباكات بأسلحة ثقيلة وغارات جوية في الفجر وإنه شاهد حريقا كبيرا في منطقة صهاريج رأس لانوف.

وبلغت صادرات الخام من رأس لانوف 110 آلاف برميل يوميا في مايو، في حين بلغت الصادرات من ميناء السدر نحو 300 ألف برميل يوميا وفقا لشركة فورتيكسا المتخصصة في تحليلات النفط.

وقال مصدر مطلع إن ناقلة النفط منيرفا ليزا التي كان من المقرر أن تصل إلى ميناء السدر لتحميل شحنة خام يوم الخميس قد نُصحت بالبقاء خارج الميناء.

وشُوهدت الناقلة، المستأجرة من شركة بتراكو للتجارة، وهي تنعطف مبتعدة عن الميناء صباح الخميس دون تحميلها وفقا لخدمة رويترز لتتبع السفن.

ومن المتوقع أن تصل ناقلة ثانية هي سيسكاوت إلى الميناء في 18 يونيو

وتعافى إنتاج ليبيا من النفط العام الماضي ليصل إلى ما يزيد قليلا عن مليون برميل يوميا وهو شبه مستقر منذ ذلك الحين وإن كان لا يزال معرضا لمخاطر إغلاق وحصار المنشآت النفطية.

ومازال إنتاج البلاد يقل كثيرا عن 1.6 مليون برميل يوميا كانت ليبيا تنتجها قبل انتفاضة 2011 التي أدت إلى انقسام سياسي وصراع مسلح.
الجريدة الرسمية