رئيس التحرير
عصام كامل

الإهمال يضرب حمام الطمبلي الأثري بباب الشعرية

حمام الطنبلي الأثري
حمام الطنبلي الأثري بباب الشعرية

يشكو حمام الطمبلي الأثري بباب الشعرية مر الشكوى من الإهمال الشديد وتهدم أجزاء كبيرة منه، كباقي مئات الآثار الإسلامية والقبطية في هذه المنطقة.


وكشف الباحث الآثرى أبو العلا خليل، المتخصص في الآثار الإسلامية، أن منشئ حمام الطنبلى بباب الشعرية هو رئيس التجار بالديار المصرية التاجر نور الدين على بن جلال الدين محمد الطمبلي، والطمبلي نسبة إلى قرية طمبلة أو طنبذة، حمام الطمبلي مسجل آثر برقم 564 وأرجع دليل الآثار الإسلامية تاريخه إلى ق12هـ / 18م وجهل الدليل اسم منشئه.

وطنبذة حسبما روى محمد رمزى في القاموس الجغرافي، هي قرية غرب النيل بصعيد مصر من أعمال البهنسا.

كان الطمبلى حسبما ذكر ابن داود الصيرفى في نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان، أحد أعيان التجار بالكارم المشهور بالمال الجزيل.

يذكر القلقشندي في صبح الأعشى «تجار الكارم فئة من التجار كانت بيدهم تجارة البهار الوارد إلى مصر من الهند عن طريق ثغور اليمن وكان معظمهم في الأصل من أهل بلاد الكانم الإسلامية والتي تقع بين بحر الغزال وبحيرة تشاد بالسودان الغربى فنسبوا إلى أصلهم الجغرافى بعد تحريفه إلى الكارم ثم أطلق ذلك اللفظ على جميع من مارس تلك التجارة بمصر»، كانت تجارة الكارم أو البهارات هي بوابة الطمبلي للثراء والمال الفاحش وشرع بعدها في اقتناء الأملاك الهائلة.

ويذكر السخاوى في الضوء اللامع «وهو صاحب البيت بالقرابيص على بحر بولاق المعروف بالطنبذية والتربة التي بالصحراء بالقرب من الروضة من باب النصر والقيسارية مع الربع بالقرب من جامع الواسطى من بولاق وكذا بالقرب من ميدان الغلة خارج باب القنطرة والحمامين داخل باب الشعرية وغير ذلك»، وفى المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى يذكر ابن تغرى بردى «وكان الطمبلى مع هذا المال الجزيل، على عادة التجار، مسيكا حريصا على المال ولم يشهر بعلم ولا بدين »، إلا أن ابن حجر العسقلانى في الدرر الكامنة بأعيان المائة الثامنة يعطينا صورة مخالفة لصاحب المنهل الصافى «كان الطمبلى كثير الحج كثير الإسراف على نفسه حسن المعاملة وشاهدته يقرض المحتاج بغير ربح مرارا، وكان له بر لجماعة ومروءة في الجملة على ما فيه»، وفى ليلة الجمعة رابع عشر من شهر صفر سنة 836 هـ/ 1432 م توفى رئيس التجار بالديار المصرية الخواجا نور الدين على بن جلال الدين محمد الطمبلى صاحب حمام الطمبلى وجاوز السبعين عاما وكان قد زهد في ماله وكف عن تجارته.

ويذكر ابن تغرى بردى في النجوم الزاهرة: وترك مالا كبيرا لم يبارك الله فيه لذريته من بعده وافتقر أغلبهم بعد مدة يسيرة ولم يشهر نور الدين هذا بكرم ولا دين ولا علم، وقد حرف العامة اسم حمام الطمبلى إلى طنبذة يذكر على مبارك في الخطط التوفيقية «حمام الطمبلى هو بشارع الطمبلى على يمين السالك من الطمبلى إلى باب الشعرية وله بابان أحداهما بالشارع – بالصورة – والثانى من درب الأقماعية وهو معد للرجال والنساء».

الجريدة الرسمية