«جمعة» يكشف عن الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بالحكومة المستقيلة: إن الله تعالى قد اصطفى بعض الناس على بعض، وبعض الرسل على بعض، حيث يقول سبحانه: "اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ"، ويقول سبحانه: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ"، ويقول (عز وجل): "وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ".
وأضاف في مقال له بعنوان "الليالي المباركة": كما فضَّل سبحانه وتعالى بعض الأيام على بعض وبعض الليالي على بعض، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا"، موضحا إلى أنه من الشهور المباركة التي لها فضل كبير شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم، حيث شرفه وكرمه رب العزة (عز وجل) بنزول القرآن الكريم فيه، فقال سبحانه: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".
وأوضح أن فيه ليلة مباركة هي ليلة نزول القرآن، وهي خير من ألف شهر، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"، ويقول سبحانه: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ".
وتابع: فيه العشر المباركات، وهي العشر الأواخر منه، وفيها كان يجتهد نبينا (صلى الله عليه وسلم) غاية الاجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله (عز وجل)، فكان (صلى الله عليه وسلم) إذا دخلت هذه العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله وشد مئزره، فعلينا أن نكثر فيها من الدعاء والاستغفار والتكافل والتراحم، رجاء أن تصيبنا نفحة من نفحات هذه الأيام لا نشقى بعدها أبدًا.