رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو الجوهري عضو اللجنة الاقتصادية بـ«النواب»: طرح شركات قطاع الأعمال بالبورصة خصخصة مقنعة.. لا يصح إهدار أموال قرض الصندوق على رصف الشوارع.. والتجارة العالمية انخفضت بعد إنشاء قناة السويس ا

عمرو الجوهري عضو
عمرو الجوهري عضو مجلس النواب

هاجم النائب عمرو الجوهري، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، الحكومة المستقيلة، مشيرا إلى أنها فشلت في إدارة الأزمة الاقتصادية، ولم تقدم حلولا لحماية المتضررين من برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.. "الجوهري" قال إنه لا يصح بأي حال من الأحوال إنفاق أموال قروض صندوق النقد على رصف الشوارع مجاملة لأعضاء مجلس النواب، مشددا في الوقت نفسه على أن طرح شركات قطاع الأعمال العام في البورصة خصخصة مقنعة، لافتا إلى أن الحل الأفضل لشركات قطاع الأعمال والهيئات الاقتصادية وإدارة أصول الدولة، هو الاستعانة بإدارات أجنبية.


وإلى نص الحوار:
في البداية ما تقييمكم للإستراتيجية الاقتصادية التي تتعامل بها الحكومة الحالية؟
أرى أن الحكومة المستقيلة وخاصة أعضاء المجموعة الاقتصادية، لديهم مشكلة في التعامل مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فبعد قرار تحرير سعر الصرف كنا ننتظر نهضة اقتصادية أكثر من ذلك، وإن كانت الظروف الاقتصادية صعبة والأحداث المحيطة بالمنطقة أيضا لها تأثير، لكن ذلك لا يعد مبررا للحكومة في التباطؤ في اتخاذ قرارات وجوانب إصلاحية كثيرة كان عليها أن تنتهى منها سريعا.. وللأسف جاءت بعض القرارات متأخرة وكذلك إقرار مشروعات قوانين جاء متأخرا، حتى إن بعض القوانين الصادرة تأخر تطبيقها، ما أدى إلى أنه حتى الآن لم تستطع جذب استثمارات بشكل مباشر، وأتمنى بعد أداء رئيس الجمهورية، اليمين الدستورية لتولى فترة الرئاسة المقبلة، أن يتم تغيير تلك الحكومة، وخاصة المجموعة الاقتصادية، والوزارات الخدمية، حتى يشعر المواطن خلال الفترة المقبلة، بتحسن أكثر، وأعتقد أن تلك الحكومة بسلسلة الإجراءات التي اتخذتها والقروض التي حصلت عليها، تكون قد أدت ما عليها، خاصة فيما يتعلق بإجراءات قرض صندوق النقد الدولي، حيث كان الإبقاء على تلك الحكومة مهما طوال فترة المراجعة مع الصندوق وصرف القرض، ولكن مع اقتراب صرف الدفعة الأخيرة من القرض، يكون هو الوقت المثالى لتغيير الحكومة، بالإضافة إلى أنه وفقا للدستور، فإن الرئيس بعد حلف اليمين يشكل حكومة جديدة.

وكيف ترى الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة؟
الإجراءات مؤلمة وكان من المفترض التعامل معها بشكل مختلف عما تم، لكن الحكومة تعاملت بهذا الشكل وفقا للتأخر في اتخاذ إجراءات إصلاحية من قبل، حيث انتظرت الحكومة حتى تحصل على قرض صندوق النقد الدولي، لكي تبدأ في اتخاذ الإجراءات الاقتصادية بشكل مؤلم وصعب، وهنا أشير إلى أن تلك الحكومة كان أعضاء منها مشاركين في الحكومات السابقة التي تتحمل مسئولية ذلك التأخر.

ألم نكن مضطرين لاتخاذ تلك الإجراءات؟
كنا مضطرين لها، ولكن ليس بهذه الطريقة، اضطررنا لها بسبب أخطاء الحكومات السابقة والحكومة المستقيلة أيضًا، حيث ارتكبت نفس الأخطاء، فسياساتها كانت طاردة للاستثمارات، وعدم القدرة على توصيل الدعم وتفعيل الميكنة وحل المشكلات الإدارية، وغيرها من المشكلات.. وهنا أحمل الحكومة الحالية، مسئولية أنها كانت موجودة ولم تتخذ أي خطوات إلا بعد أن جاءها برنامج الإصلاح الاقتصادي من صندوق النقد الدولي.

وما الذي تأخذه على الحكومة المستقيلة في طريقتها؟
أولا، الحكومة المستقيلة دأبت في أغلب برنامجها الاقتصادي، على الحصول على قروض كثيرة من الخارج، ولست هنا ضد الاقتراض، ولكن عندما أحصل على قرض يكون بهدف تمويل مشروع له عائد ربح وإنتاج يسدد قيمة القرض، وهنا أعيب على الحكومة المستقيلة توجيه أموال القروض إلى رصف الشوارع حاليا، مجاملة لبعض النواب، الذين لا يتمكنون من تلبية طلبات المواطنين في دوائرهم، بالإضافة إلى إنها تهدف من وراء ذلك أيضا إلى توفير فرص عمل من خلال تشغيل المقاولين في رصف الشوارع، ولكن في النهاية تتم بأموال دين على الدولة، وأرى أنه كان من الأفضل، أن يتم توجيه تلك الأموال في إطار المشروعات القومية فقط، أي المناطق التي بها مشكلات كبيرة في مجالات مياه الشرب أو الصرف الصحي أو الرصف، وليس بالتوسع الحالي، بالإضافة إلى أن الحكومة المستقيلة لم تقدم حلولا، للمشكلات التي تعاني منها الهيئات الاقتصادية وشركات قطاع الأعمال التي تعاني من تراث قديم من المشكلات.

وهل هناك حلول لها لم تتطرق لها الحكومة المستقيلة؟
هناك حلول كثيرة، فأزمة هذه الشركات والهيئات هو سوء الإدارة، وأرى أن الحل الأفضل لإصلاح تلك الشركات، هو الاستعانة بإدارات أجنبية تدير تلك المرافق، وهنا استشهد بمترو الأنفاق، حيث كان جيدا عندما كان يدار بإدارة أجنبية، ولكن في ظل وجود إدارة مصرية بدأت الخسائر وبالتالي، فعدم القدرة على الإدارة، يتسبب في الخسائر، وفي النهاية يتم تحميل المواطنين أعباء فشل الإدارة.

أتقصد أن من الأفضل أن تتولى إدارات أجنبية إدارة مترو الأنفاق؟
بالفعل والسكة الحديد نفس الأمر، مطلوب لها إدارة أجنبية، وهو الأمر الذي طالبت به من قبل، واقتنع به رئيس الجمهورية مؤخرا عندما أشار إلى الاستعانة بإدارة أجنبية في ورش السكة الحديد.

وماذا عن باقي الملفات التي ترى أن حكومة المهندس شريف إسماعيل أخفقت فيها؟
ملف انتخابات المحليات، فلم تتمكن الحكومة من إجراء انتخابات المحليات في ظل توقعات بإجرائها العام المقبل، أرى أن تأخر الانتخابات، أثر على مجلس النواب، حيث جعله ينشغل بخدمات المحليات، وكذلك أثر على خدمات المواطنين بالسلب، وفتح مجالا للفساد، وكذلك ملف تكافل وكرامة، حيث كان هناك شكاوى عديدة من حصول غير مستحقين على أموال منه، فوزارة التضامن بدأت في التوزيع على من لا يستحق ثم عادت لتعلن أن هناك خطأ، ما يعني أنها لا تمتلك قاعدة بيانات حقيقية عن من يستحق ومن لا يستحق. 

وأرى أن عدم اكتمال شبكة البيانات، تتحمل الحكومة المستقيلة نتيجتها، بعدم التوصل إليها حتى الآن، سواء وزارات التموين أو التضامن أو الإدارة محلية والاتصالات.

وماذا عن تعامل الحكومة في ملف أسعار الطاقة والزيادة المتوقعة؟
الجميع يعرف أن الأسعار العالمية في زيادة، والموازنة تتحمل جزءا من ذلك، ولكن كان يجب على الحكومة استثناء عدد من السيارات مثل مليون سيارة من إجمالي عدد السيارات في مصر البالغ عددها ١٠ ملايين سيارة، بحيث يتم استخراج كروت للمليون سيارة التي تمثل سيارات نقل الأغذية والمحاصيل الزراعية والسلع وغيرها من السيارات الخدمية مثل سيارات نقل الركاب، وبالإضافة إلى التوك توك، حتى لا تحمل الحكومة أعباء على المواطنين وتتسبب زيادة في الأسعار، حيث على الحكومة أن تحمي جزءا من المواطنين سيتأثرون كثيرا بتلك الإجراءات.

كان هناك مشروع لكروت الوقود بالفعل، لماذا توقف؟
بالفعل اندثر ذلك المشروع دون سبب، بعد أن تم إعداد الماكينات له، فالحكومة تتحمل ذلك.

وهل هناك إجراءات أخرى على الحكومة المقبلة أن تتخذها لحماية هؤلاء المواطنين؟

بالفعل عليها زيادة رواتب هؤلاء، وأشير هنا إلى تقدمي بمشروع قانون لزيادة المرتبات والمعاشات تحسبًا للزيادات المتوقعة، خاصة أن إجراءات الحماية التي تقوم بها الحكومة غير كافية، لأن الزيادة في الأسعار بعد زيادة المحروقات تكون كبيرة لأنها عشوائية، في ظل عدم وجود رقابة.

وكيف تقرأ أرقام الموازنة العامة الجديدة للدولة؟
لست مقتنعا بالأرقام الواردة بالموازنة الجديدة، وأرى أن الدين الداخلي والخارجي صعب جدا، والحكومة كانت تتوقع معدل نمو يتراوح من ٥.٢، و٥.٤، وهي أرقام مرتفعة نظرا لتضمنها تحويلات الخارج، كما أنه من الطبيعى أن يرتفع بسبب الدولار، ولكن يجب أن يحسب على ما يتم إنتاجه من استثمارات وعائد إنتاج حقيقي، ليكون معدل نمو حقيقيا وليس مجرد أرقام، أما فيما يتعلق بالفائض الأولى بالموازنة الجديدة، فأراه مقبولا إلى حد ما ويعبر عن واقعية الموازنة، حيث تستهدف الحكومة ١٠٢ مليار جنيه، في حين كانت تستهدف والموازنة السابقة ١٢ مليارا فقط، وذلك يأتي بعدما اقتربت الواردات من الصادرات، وحدث توازن بينهما.. وهنا أؤكد أننا نريد استهداف استثمارات مباشرة تحقق عائدا مباشرا، وزيادة إنتاج في مختلف المجالات، ووقف للممارسات الاحتكارية، التي أصبحت تبدو أقوى من الحكومة، ما يضطر الحكومة لفتح أسواق موازية نظرا لعدم سيطرتها على السوق واحتكاره، وأرى أن اقتصادنا ليس له معالم واضحة، ليس حرا مثلما ينص بالدستور، وليس مختلطا، الهوية الاقتصادية في مصر ليست واضحة نظرا للأزمات التي تمر به البلاد.

وما تقييمكم للمشروعات القومية التي تم إنشاؤها الفترة الماضية؟
أرى أن كل مشروع من المشروعات القومية، يجب أن يتم تقييمه على حده، وفقا لتكلفته والعائد الذي حققه، بحيث يقاس نجاح أي منها بمدى المكسب الذي حققه وتوفير فرص العمل، وحال عدم نجاح أي من تلك المشروعات؛ فالحكومة تتحمل تلك المسئولية.

وماذا عن مشروعي قناة السويس والعاصمة الجديدة، واللذين يثار حولهما جدل؟
مشروع قناة السويس، كان يجب دراسة أوضاع التجارة العالمية، قبل البدء في تنفيذه، فالتجارة العالمية انخفضت بعد إنشاء القناة، وهنا نسأل الحكومة هل تم مراجعة حجم التجارة العالمى أم لا، وكذلك مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، على الحكومة أن تعرض العائد منه حتى نستطيع تقييمه، وحال تحقيق عائد يكون مشروعا ناجحا.

هناك من يحذر من ارتفاع أسعار العقارات بسبب مشروعات الحكومة، كيف ترى ذلك؟
ذلك الملف يحتاج إلى دراسة ورؤية واضحة، حيث كانت تدار الأمور به بعشوائية، أدت إلى زيادة أسعار العقارات في مصر، فمثلا التوسعات في إنشاء مدن مثل الرحاب وغيرها، أدت طفرة في أسعار العقارات في القاهرة وباقي المناطق، وهو الأمر الذي أثر على المواطن، دون وجود دراسة لذلك.

وكيف ترى توجه وزير قطاع الأعمال، لطرح جزء من أسهم الشركات بالبورصة؟
بالطبع اعترض على ذلك التوجه، لأنه يعد بيعا لشركات قطاع الأعمال دون إستراتيجية واضحة، حيث إن ما سيتم طرحه بالبورصة هي الشركات المحققة أرباحا وبالتالي فوضع الشركات الخاسرة سيبقى كما هو، وبيع أصول تلك الشركات ليس الحل الأمثل، وإنما الحل الأفضل هو الاستعانة بإدارة أجنبية لإدارة تلك الشركات.

وهل الطرح في البورصة يعد بيعا لتلك الشركات؟

الطرح في البورصة هو ما حدث في التسعينيات، من خصخصة فاشلة، ولكن بشكل مغاير، حيث إن البورصة، معاملات مالية، وطرح أسهم.

أتقصد أنها خصخصة مقنعة مثلا؟

ليس لها معنى غير ذلك، وهنا أشير إلى أن رفضي أيضا ما مشروع القانون الذي تم الإعلان عنه بشأن إنشاء صندوق سيادي لإدارة أصول الدولة، والذي يهدف لبيع أصول الدولة غير المستغلة.

ولماذا ترفض ذلك؟
أرفض مسمى صندوق، وأرى أن الأفضل إنشاء شركة استثمارية برئاسة رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء، لإدارة تلك الأصول، وتتولى إدارتها إدارة أجنبية أيضا، وبيت خبرة عالمى، ويكون لها خطة واضحة، ويوجه عائدها لسد عجز الموازنة.

لماذا تتمسك بالإدارة الأجنبية في كل شيء، هل لا يوجد إدارة مصرية ناجحة؟

نظرا لأن هناك هيكلا إداريا متهالكا قائما على طريقة قديمة، به فساد كبير، ولا يصلح معه إلا الإدارة الأجنبية.
الجريدة الرسمية