رئيس التحرير
عصام كامل

وكالات السوق الفوقاني بقنا.. تاريخ اغتالته يد الإهمال وناهبو الآثار

فيتو

عند التجول في الحارات القديمة الكائنة بمنطقة السوق الفوقاني بوسط مدينة قنا، تخطف الأنظار العديد من المباني ذات الطابع الأثري القديم، التي طالتها يد الإهمال ولصوص التاريخ وحولوا الكثير منها إلى حطام، ومن المعروف أن تلك المنطقة أنشأها الأمير عثمان أغا سنجق في عام 1793 ميلادية -1208 هجرية.


وكالات ضائعة "موجودة فين"؟
وبجوار أحد المخابز الموجودة، كانت توجد بعض الوكالات التي تم إنشاؤها في العهد العثماني، لكن غالبيتها تم هدمه، ولم يتبق منها سوى وكالة واحدة فقط، ومع مرور الزمن تحولت تلك المنشآت الثمينة إلى مأوى لمنقبي الآثار الذين يعبثون بثروات البلاد، وسط غياب وتجاهل المسئولين عن المحافظة.

ويوجد في السوق الفوقاني، وكالة سعودية بنيت في القرن الثالث عشر الهجري وهي ملك الحاج محمود سعودي، وكان من أشهر التجار بحارة المصلبية ووكالة أبو السرور بنيت في العهد العثماني في القرن 18، وكان يمتلكها عمر أبو السرور، وهدمت في بداية ثورة يناير، وهناك مزاعم عن وجود وكالة أخرى ما تزال آثارها باقية حتى اللحظة يسعى الباحثون إلى الكشف عنها والإفصاح عنها خلال الفترة المقبلة بحسب ما تردد من بعض الأثريين.

وأرجع المؤرخ التاريخي ضياء القللي، طمس هوية هذه الوكالات إلى الإهمال الذي طالها من قبل ناهبي الآثار الذين حولوا الكثير من تلك المناطق الأثرية إلى خرابات تسكنها الأشباح، وأصبح المال هو صاحب الكلمة وليس التاريخ، مطالبًا بمحاكمة المسئولين عن ضياع تاريخ الوكالات وجميع الأماكن الأثرية التي تم العبث بها وبيع غالبيتها.

وأشار ممدوح السيد مصطفى، "أحد سكان منطقة السوق الفوقاني"، أن هذه المنطقة لها تاريخ كبير ومع الأسف أغلبها ضاع بسبب قيام الكثير من الأهالي في المنطقة بالتنقيب عن الآثار حتى باتت الأرض مهددة بالانهيار بسبب هذا الأمر وتحول الكثير منها إلى حطام وأبواب مغلقة.
الجريدة الرسمية