20 ألف جنيه تبرع من فاروق لبناء مسجدي لندن وواشنطن
في عام 1940 وجه الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر (رحل في عام 1945) نداء إلى المسلمين يعلن فيه أنه تقرر لأول مرة إنشاء مسجدين للمسلمين على أن يكون بجوار كل منهما معهد للثقافة الإسلامية أحدهما بلندن عاصمة بريطانيا، والثانى بواشنطن عاصمة الولايات المتحدة.
وكما نشرت جريدة الأهرام نص النداء في صفحة (حكايات من أوراق قديمة) عام 2010 أن نداء شيخ الأزهر ينم عن عمل جليل لإرشاد الناس إلى ما في الإسلام من هدى ونور وحكمة.
وقال الشيخ المراغى في ندائه: إن حضرة صاحب الجلالة الملك العظيم ــــ الملك فاروق ــــ كما هي عادته في السبق إلى فعل الخيرات تبرع لهذا المشروع العظيم بمبلغ عشرين ألف جنيه أدامه الله ذخرا للإسلام وجعله قوة في توجيه الناس إلى التسابق في فعل الخيرات.
كما أهيب بأبنائنا الطلبة وإخواننا العلماء والأساتذة إلى التسابق في التبرع لهذا المشروع العظيم الذي أصبح من الواجب على كل مسلم أن يسهم فيه، قد وكل شيخ الأزهر وكيل الأزهر الشيخ محمد مأمون الشناوى مسئولية صندوق جمع التبرعات.
وأضاف شيخ الأزهر أن افتتاح ملك مصر لهذا التبرع الخيري يشجع كبار القوم والأمراء أن يحذو حذوه مما يؤكد أن الملك الذي طالته الشائعات بأنه سكير وزير نساء وينفق أمواله على موائد القمار كانت له جوانب مضيئة تمثلت في سرعة استجابته لدعوة الأزهر.
افتتح مسجد لندن المركزى في عهد الملك جورج السادس عام 1944 وأقيم على أرض تبرع بها الملك جورج للمجتمع المسلم في بريطانيا في مقابل التبرع من قبل الملك فاروق من مصر والسودان لبناء الكاتدرائية الأنجليكانية.
أما مسجد واشنطن فترجع قصته أنه في عام 1945 توفى السفير التركى في واشنطن وتحير المسلمون أين يقيمون الصلاة عليه وتقبل العزاء الأمر الذي دفع السفير المصرى محمود حسن إلى عرض أمر المسجد على شيخ الأزهر الذي قرر فتح باب التبرع إليه.