الملك فاروق يتهم مصطفى أمين بالعيب في الذات الملكية
في ليلة النصف من شعبان الموافق مايو 1950 كان الملك فاروق في سيارته مع المغنية "أنى برنيه" بصحراء ألماظة، وإذا بسيارة دورية لبوليس الآداب وموجود بالسيارة أيضا لطفى رضوان المحرر بمجلة المصور و"مصرف" مصور جريدة الأساس، بقصد عمل ريبورتاج عن كيف يضبط البوليس العشاق في ظلام الصحراء.
لكن فوجئ البوليس والمصورون الصحفيون بالملك فاروق ينزل من سيارته مشهرا مسدسه وراح يطلق الرصاص على عربة البوليس. صدرت أخبار اليوم في اليوم التالى بعنوان (إطلاق الرصاص على بوليس الآداب)، وكتبت الجريدة أن دورية ليلية لبوليس الآداب رأت سيارة واقفة في طريق ألماظة فسلطت الدورية بتسليط نور الكشاف على السيارة وإذا بباب السيارة يفتح ويخرج منه كبير فما كادوا يرونه حتى فزعوا وسقطت آلة التصوير من المصور، والغريب أن الكبير ظن أنه المقصود بالاعتداء عليه. رغم أن الجريدة لم تشر من قريب أو بعيد إلى اسم فاروق أو إلى السيدة التي كانت بجواره إلا أن البوليس وصلته جريدة أخبار اليوم ليلا قبل طرحها للتوزيع وأبلغ الأمر إلى الأميرلاى أحمد كامل قومندان بوليس القصر وقرأ على فاروق ما كتبته أخبار اليوم فأمر بمصادرتها.
وحاصرت عربات البوليس مبنى أخبار اليوم ومنافذ التوزيع بها ولما سأل الكاتب مصطفى أمين عن سبب المصادرة قيل له العيب في الذات الملكية. لم يستطع البوليس تقديم الجريدة للنيابة لعدم قدرتهم على تقديم سبب المصادرة وبالتالى لا توجد جريمة في النشر واتصل وزير الداخلية بصاحب أخبار اليوم وأبدى موافقته على إعادة طبع العدد من الجريدة مع ترك مكان الخبر مساحة بيضاء، وصدرت الجريدة خالية من الخبر في الوقت الذي كانت فيه مصر كلها تعرف قصة الخبر.