رئيس التحرير
عصام كامل

الولاية الثانية.. وشعب ينتظر أن يجني ثمرات العناء!


تأتي الولاية الثانية لرئيس ينسب الفضل دائما لهذا الشعب ويراه معلما وقائدًا نحو التغيير الحقيقي للانتقال من مرحلة العشوائية والفوضى إلى الإنجاز والرقي؛ رئيس يرفض أن يكون هناك شيء اسمه "نظام سياسي" أو طبقة حاكمة تحتكر كل شيء بل إن هناك شيئًا واحدًا هو الدولة والكل وراءها.. تبقى هي باستراتيجياتها وأهدافها ومصالحها العليا ومحددات بقائها ومصادر قوتها وهويتها الحقيقية مهما يتغير شخوص الحكام.. دولة قائمة على المواطنة والعقد الاجتماعي والعدالة وسيادة القانون..


رئيس يعترف بوجود قصور ويسعى لإصلاح مؤسسات الدولة وجهازها الإداري المترهل حفاظًا عليها.. ويرى ضرورة محاربة الفساد المعشش في جنبات هذا المجتمع منذ عقود.. رئيس يجمعه بالشعب حب وشفرة مشتركة يفهمها الطرفان ويربطهما حبل متين من الثقة المتبادلة والمصداقية والتفاهم..

ومن ثم فإن رسائل الطمأنة والأمل تعرف طريقها لقلب المواطن وعقله.. وقد جربنا ذلك في أشد الظروف صعوبة وقسوة.. فعندما طلب الرئيس تفويضا شعبيًا لحرب الإرهاب خرجت الملايين مانحة إياه هذا التفويض.. وعندما طلب الرئيس من الشعب تحمل صعوبات الإصلاح الاقتصادي الذي لم يكن منه مفر تقبل الأخير ذلك برضا وتفاؤل وأمل في مستقبل أفضل.. ثم عندما حانت لحظة الانتخابات الرئاسية وراهن الأعداء على عزوف الشعب عن التصويت فاجأهم الناخبون بالخروج الكثيف أمام الصناديق استكمالًا لمسيرة يحفها الأمل..

وينتظر الشعب أن يجنى ثمرات هذا العناء بحدوث انفراجة في الولاية الثانية للرئيس الذي لم يقبل بغرق الاقتصاد المصري في مزيد من الأزمات والاختلالات التي تفضي بنا إلى اللادولة وتدفع الأجيال القادمة فاتورة كارثية لا ذنب لها فيها نتيجة كسل أجيال سابقة.

لم يعبأ الرئيس بشعبيته ولا برصيده الجماهيري ولا بدعوات الهدم التي روجتها الجماعة الإرهابية وأشياعها وفضّل الانحياز للمصلحة العامة واتخذ حزمة إجراءات تحمل الكل ولاسيما الفقراء أعباءها في صمت.. أملًا في مستقبل أفضل بإذن الله.
الجريدة الرسمية