رئيس التحرير
عصام كامل

الولاية الثانية للسيسي!


تأتينا الولاية الثانية للرئيس السيسي بمذاق مختلف ورؤية واضحة للمستقبل وطمأنينة يشعر بها المواطن الذي بات آمنًا على نفسه وأولاده وممتلكاته ينام ملء جفونه، لا يخاف عدوانًا من بلطجية عاثوا فسادًا في الأرض صبيحة أحداث يناير.. فمن منا لا يلمس أثرًا ظاهرًا للاستقرار في حياته اليومية إذا ما قارناها بالسنوات الأخيرة؟!


قد يقول قائل: وماذا عما نعانيه من جراء الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.. أقول إنه لا مفر منها؛ إنقاذا للبلاد من اختلالات اقتصادية قديمة تأخر إصلاحها، وكلما طال عليها الأمد تضاعفت فاتورة هذا الإصلاح.. صحيح أن الطبقة الوسطى والفقراء هم أكثر من يعانون ويدفعون ضريبة أي إصلاح.. وصحيح أيضا أننا نخرج بشق الأنفس من عنق الزجاجة وثمة شباب لا يزال متأثرًا وغاضبًا مما جرى، إذ لم يتم استيعابه في مؤسسات الدولة وأجهزتها بصورة ترضيه..

لكن هؤلاء الشباب لا يزالون على أجندة الرئيس السيسي وفي صدارة أولوياته، ودائمًا ما يؤكد في كل حواراته في منتديات الشباب وفي لقاءاته بالمثقفين وغيرهم أن الشباب هم مستقبل هذا الوطن، وأنه مؤمن لأبعد مدى بدورهم، ومن ثم فإن الاهتمام بهم وتحقيق طموحاتهم سيظل أولوية قصوى في الولاية الجديدة للرئيس السيسي.

فارقة هي الفترة الثانية للرئيس السيسي وهي فترة فارقة بين الفوضى وعودة الدولة قوية منتصرة على الإرهاب وداعميه.. بين مخاض اقتصادي صعب وظروف دولية وإقليمية مضطربة وبين إرهاصات الاستقرار والحسم لملفات معقدة بفعل غياب مصر عن دورها وانشغالها بما أحدثه الإخوان وأربابهم من استقطاب ديني انبثق على خلفية استفتاء مارس 2011 مرورًا بدستور الإخوان وانتهاء بعدوان آثم ضد الدولة ومؤسساتها..

شتان بين ذلك كله وبين استقرار بانت ملامحه وتتوالى ثمراته يومًا بعد الآخر منذ تولى الرئيس السيسي مقاليد البلاد... شتان بين نزعات طائفية غذاها حملة الشعارات الدينية لدغدغة مشاعر البسطاء وبين انسجام اجتماعي وانحياز شعبي للدولة تجسد في الخروج الكبير للجماهير لاختيار الرئيس الذي فاز بأغلبية كبيرة.
الجريدة الرسمية