رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس والحكومة والشعب!


مع الولاية الثانية للرئيس عادت مصر بقوة للمسرح الدولي بحسبانها الموقع والموضع ومفتاحًا لحل كثير من المعضلات المصاحبة لما عرف بثورات الربيع العربي.. ولم يولد ذلك في فراغ بل جاء نتاج جهد كبير وزيارات ولقاءات مكثفة قام بها الرئيس السيسي في المحيط الإقليمي والدولي.. ولا تزال مبشرات الأمل كثيرة مع مستهل الولاية الثانية للرئيس السيسي؛ ومع حكومة جديدة قادرة على استلهام رؤية الرئيس وحماسه وتفانيه وطموحات الشعب وآماله في العبور إلى بر الاستقرار ورغد العيش..


يحدونا أمل عريض أن يكون كل وزير وكل مسئول حكومي على قدر تحديات المرحلة وخطورتها، وأن يسهم بفكره واجتهاده كل في مجاله في معالجة ما تراكم من أزمات وأخطاء وقعت فيها حكومات ونخب في فترة ما بعد يناير 2011.. وهو ما آن الأوان لإصلاحه والوقوف خلف الدولة في حربها للبقاء والبناء.

الشعب كان ولا يزال محور كل حدث، ومن ثم يشيد الرئيس السيسي بدوره في كل مناسبة؛ فهو الذي حافظ على الدولة في أحرج لحظاتها، ولم يخذل الرئيس عند كل حدث جلل ولم يعط ظهره للدولة كما فعل بعض رجال الأعمال الذين كسبوا ثرواتهم من خير هذا البلد ثم بخلوا عليه بالمساعدة، فلم نضبط واحدا منهم متبرعا لمشروع تنموي لتشغيل الشباب ولا حتى لصندوق تحيا مصر الذي يسهم في تطوير العشوائيات وإصلاح المنظومة الطبية.

لا شك أن الجميع مطالبون بمساندة الدولة وفي القلب منهم المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي هي مطالبة على وجه الخصوص بسرعة الحركة في الشارع وبين الناس، استعدادًا لمعركة المحليات ثم انتخابات البرلمان لقطع الطريق على الفاسدين والمتاجرين بالشعارات الكاذبة ومنع المال السياسي من شراء الأصوات والتسلل من جديد لمؤسسات الدولة.. وليتنا نشهد مبادرة من تلك الأحزاب الكثيرة للاندماج طواعية في حزبين كبيرين أو أكثر لإحداث الحيوية المنشودة في أوصال الحياة السياسية، واجتذاب مزيد من الجماهير لحقل السياسة وإحداث ثورة حقيقية في السلوك والأخلاق.

كما أن مؤسسات الدولة التعليمية والدينية والثقافية مدعوة هي الأخرى لمضاعفة الجهد الجماعي المدروس، للأخذ بيد الناس إلى مزيد من الوعي بدينهم وحركة الحياة من حولهم.. نحن في حاجة ماسة لصياغة مجتمعية لأهداف قومية يتبناها الجميع ويلتزمون بتنفيذها بأمانة وهمة، وصولًا للإصلاح المنشود لمعالجة الأمية وخلق كوادر حقيقية يحتاجها سوق العمل وربط التعليم والبحث العلمي باحتياجات البلاد.. وهو ما يحتاج أن يعمل الجميع على قلب رجل واحد لتعويض ما فات وهو لو تعلمون عظيم.
الجريدة الرسمية