طعم مختلف.. ولكن!

الولاية الثانية للرئيس السيسي تأتي في أجواء إيجابية وبطعم مختلف؛ ذلك أن الدولة قد عادت بقوة وتعافى الأمن وانحسر الإرهاب وتراجعت عملياته وجرائمه في حق الوطن، وإن كنا لا نزال في حاجة لإستراتيجية فكرية فعالة لتجفيف منابعه التي لا تزال تجد روافدها في بيئة لم تتجدد فكريًا ولا ثقافيًا ولا تعليميًا بصورة يمكن الاطمئنان معها إلى تحصين عقول شبابنا وأجيالنا الجديدة ضد إغواءاته وأباطيله.

رغم ما حققته الدولة من نجاح ملموس في تطهير الوطن من البؤر الإرهابية ومن عناصر الشر بفضل العملية الشاملة (سيناء 2018) التي تنهض بها قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية بكفاءة واقتدار وتضحيات هائلة لا يقلل منها أبدا ما يقع بين الحين والآخر من حوادث متفرقة، تحصد زهرة شبابنا الذين يجودون بأرواحهم فداء لبلدهم.

وأيضًا لا نزال في حاجة لإستراتيجية جديدة لمعالجة القصور والإهمال في جميع مؤسسات الدولة وجهازها الإداري المترهل ومحاربة الفساد المعشش في جنبات هذا المجتمع منذ عقود.

ولعل أزمة التجمع الخامس التي نتجت عن هطول الأمطار كشفت بما لا يدع مجالًا للشك عن فساد المحليات وجهاز القاهرة الجديدة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التي تسعى دائمًا وأبدًا إلى تحصيل رسوم مضاعفة من المواطنين مقابل تخليص أوراق وخدمات متواضعة وللأسف تترك بالوعات تصريف الأمطار إن وجدت أصلًا بلا صيانة وترك القمامة بالشوارع والاستجابة البطيئة لشكاوى المواطنين وقد كشفت الأمطار غياب الرقابة وغياب الحس السياسي لجميع المسئولين عن المحليات والمرافق والإسكان.

عمومًا نحن في انتظار قرارات حاسمة بحق كل قيادة أو مسئول ثبت تقاعسه فيما حدث من أضرار للمواطنين في تلك الواقعة وغيرها.

وقد أكد الرئيس السيسي في رسالة للشعب المصري تفهمه الكامل لحالة المعاناة التي ألمت ببعض المصريين نتيجة الآثار الناجمة عن تساقط الأمطار مشددًا على أن الدولة بجميع أجهزتها ستكثف من جهودها لتلافي حدوث مثل هذه الآثار.