رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس الكبار وغياب العدالة!


لا شك أن غياب العدالة هو كلمة السر في إخفاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن في حل مشكلات البشرية وقضاياها وتردي المنظومة الدولية وافتقادها المصداقية اللازمة، لإقرار العدل وتحقيق السلم الدوليين.. ولعل ما يؤكد فشل تلك المنظومة هو لجوء ترامب للحل العسكري في سوريا بموافقة حليفيه إنجلترا وفرنسا دون استصدار قرار أممي من مجلس الأمن أو حتى موافقة برلمانات تلك الدول التي تملك محاسبة حكامها على أي أخطاء سياسية داخلية أو خارجية..


لكنها عشوائية المنظومة الدولية وفوضى الفيتو ذلك السيف المُصلت على رقاب الضعاف، بينما يفلت منه عتاة المعتدين وعلى رأسهم إسرائيل التي تعيث في الأراضي العربية بلطجة وإفسادًا واحتلالًا تحت غطاء وبحماية الفيتو الأمريكي؛ ذلك الفيتو الذي يتسبب في تعاسة البشرية ويضرب سمعة النظام الدولي في مقتل، ويجعل من تغييره ضرورة قصوى إذا أريد للبشرية أن تنعم بالسلم والعدل والأمن..

وكفانا اتخاذه –أي الفيتو- مطية لتحقيق أعراض دول خمس هي صاحبة الحق في استخدامه، وفقًا لما تقتضيه مصالحها الخاصة، مهدرة قيم الحق والعدل، متسببة في شيوع الفقر والعنف والإرهاب والتطرف والبلطجة السياسية.. فكيف تتحكم الدول الخمس في مصائر العالم كله.. كيف تكون خصمًا وحكما في الوقت ذاته..

كيف تتخذ من قرارات المجلس ستارًا لنهب مقدرات الشعوب العربية وثرواتها الطبيعية مثلما جرى في العراق وليبيا وسوريا.. كيف يستخدم مجلس الأمن لإدارة الصراعات وتكريس النفوذ وتصفية الحسابات على الساحة الدولية.. ومنح امتيازات لدول هنا وسلب مقدرات دول هناك.

أما الجامعة العربية التي يراها البعض قد ماتت إكلينيكيًا بغزو العراق للكويت ثم ضرب الأولى، ومن بعدها ليبيا ثم سوريا وهو ما يجعلها أشد حاجة للإنقاذ والإصلاح.. فكيف يمكن للقادة العرب أن يطالبوا أثناء قمتهم بإصلاح المنظومة الدولية بينما جامعتهم أولى بذلك الإصلاح وأكثر احتياجًا إليه؟!
الجريدة الرسمية