رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا ينتظر الشعب من رئيسه المنتخب؟!


لقد صار سؤال المرحلة بعد إعادة انتخاب الرئيس السيسي لولاية جديدة: ماذا ينتظر الشعب من رئيسه المنتخب.. من أين سيدبر الموارد المطلوبة للنهضة في ظل ضآلة ما يتبقى من الميزانية العامة، بعد خصم فوائد الديون والأجور.. كيف سيتعامل الرئيس مع حروب الإعلام وتآمر الخارج بأيدٍ من الداخل..


كيف سيعمل على رأب الصدع في النسيج الاجتماعي والمجتمع المدني بفعل عمليات غسيل مخ استهدفت ولا تزال قطاعًا واسعًا من شبابنا الذي أخفقنا في الوصول إلى عالمه بطريقة فعالة ووقائية، وفق ما يريده ويحبه لا وفق طرق تقليدية ثبت عدم جدواها.. ماذا سيفعل مع الحالة المهترئة للأحزاب والقوى السياسية التي أهدرت فرصًا تاريخية تهيأت بعد سقوط مبارك غداة 25 يناير 2011 وسقوط حجتها الواهية بأنه –أي مبارك- كان يضع العراقيل في طريقها حتى يمنعها من الوصول للشارع، وخلق قاعدة شعبية تسمح لها بتحقيق مآربها السياسية.. ولعل السؤال الذي ينبغي أن تسأله لنفسها: ماذا فعلت خلال السنوات التي تلت 25 يناير؟

وهل استفادت شيئًا من سقوط نظام مبارك وحزبه الوطني ومن بعده جماعة الإخوان وذراعها السياسية "الحرية والعدالة".. أم أنها عجزت عن ملء الفراغ السياسي الذي تخلف عن سقوطه هذان النظامان وحزباهما.

لا شك أن دستور 2014 عصم الحياة السياسية من الوقوع في براثن الديكتاتورية والاستبداد تارة أخرى، وقد أكد الرئيس السيسي بنفسه استحالة العودة عن هذا الطريق مجددًا.

يحدونا أمل عريض أن يعلن الرئيس السيسي برنامجه السياسي على الشعب عقب حلفه اليمين الدستورية أمام البرلمان في يونيو المقبل، وأن يعلن بوضوح انحيازاته وأولوياته في الفترة المقبلة، وعلى رأسها استعادة الطبقة الوسطى من براثن العوز والفقر التي هوت إليه أغلبيتها السحيقة؛ وهي الطبقة الحاضنة للإبداع، القادرة على صنع النهضة وتفريخ الكوادر المطلوبة للبناء والتقدم.. كما نتوقع أن تكون القدرة على الإنجاز هي سلاح الرئيس الذي سيخوض به معركة البناء والبقاء ضد أفكار التطرف عبر الانحياز لشرائح اجتماعية أوسع.
الجريدة الرسمية