رئيس التحرير
عصام كامل

اعتبره أخوك يا أخى


وما زلت أرى أن السلفيين أصدق من الإخوان وأن الفلول أكثر وطنية من كلاهما، صحيح معظمهم أنانيون، تافهون (استنادا إلى قول كارل ماركس: إذا أردت أن تكون تافهًا فما عليك إلا أن تدير ظهرك لهموم الآخرين) وهذا بالضبط ما يفعله المواطن الفلولى، فهو لا يتوقف عن سب الثورة ولعنها رافعًا شعار: (ما كنا مرتاحين والحياة كانت ماشية حلاوة) غير آبه بهموم ملايين الفقراء والمطحونين الذين قامت من أجلهم الثورة فأفشلوها بجهلهم السياسى والدينى، إلا أن أنانية الفلولى وجهله لا يوازيان بأى حال من الأحوال أنانية الإخوانى أو جهل السلفى.



وأعترف بأننى كنت مخطئة عندما تصورت أن الإخوان والسلفيين وجهان مختلفان لعملة واحدة، فالأيام أثبتت أن الاختلاف بينهما كبير، حيث إن الإخوان جماعة وجمعية وحزبًا ورئاسة، كتلة واحدة لا تنفصل، قائمة على سياسة السمع والطاعة أما السلفيون، وأتكلم هنا عن عقلائهم، فلديهم تيارات متعددة تتفق أحيانًا وتختلف فى أحيان أخرى إلى الحد الذى يجعل بعضها يفضل الانضمام لجبهة الأحزاب المدنية (الكافرة) فى مواجهة (إخوانهم فى الله) مثلما كان من انضمام حزب النور للأحزاب المدنية فى موقفها الأخير من استنكار الهجوم على القضاء المصرى، ثم إن السلفى (الصادق) لا يتجمل فهو يعلن بغير حرج أن وفاءه ليس إلا لمشروع الخلافة الإسلامية، حتى إن كان مقرها جمهوريات الموز وليس مصر، أما الإخوانى فلا يتردد لحظة فى المتاجرة باسم الثورة وحق الشهداء ومعاناة الغلابة من أجل مشروع الخلافة (الإخوانية)

ورغم أن عضو جماعة الإخوان لا يختلف فى أنانيته وطمعه وخططه ورغباته الاستحواذية عن عضو الحزب الوطنى، إلا أن الثانى مهما بلغ فساده، فولاؤه فى النهاية لمصر أما الأول فولاؤه ليس إلا للتنظيم الدولى السرى المسمى (جماعة الإخوان المسلمين) ورغم حديث الإخوان عن تجربة الثمانين عاما التى ثقلت المواهب وأكسبت الخبرات إلا أننا عندما نزلنا إلى أرض الواقع لم نجد إلا ضجيجًا بلا طحن فى حين رأينا من الفلول من كانت له بصمات حقيقية جملت كثيرًا من عورات النظام السابق، لن أقول إن على رأسهم الفريق شفيق ولكن هناك نماذج أعطت الكثير مثل الدكتور مفيد شهاب الذى يكفيه فخرًا أنه وهو وزير للشئون القانونية لم يخرج من تحت يده تشريعًا إلى مجلس الشعب يكون مصيره عدم الدستورية بخلاف تاريخه السابق فى تحكيم عودة طابا.

وأيضًا لا أستطيع أن أنسى رجل المهام الصعبة الدكتور على مصيلحى الذى استطاع بمهارة فائقة إدارة وزارتين تعد كل واحدة منهما بمثابة (داهية مسيحة) وهما الشئون الاجتماعية والتموين فى آن واحد وتمكن من وضع منظومة لترشيد الدعم يقوم وزير التموين (الإخوانى) الحالى "باسم عودة" الآن بتنفيذها ونسبتها لنفسه حاصدًا التصفيق والتهليل، وأيضًا السيدة الصلبة السفيرة فايزة أبو النجا التى استطاعت إدارة منظومة التعاون الدولى فى أدق الظروف وغيرهم كثير حتى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك نفسه كان رغم طمعه وفساده وطغيانه أكثر وفاءً لهذا الوطن من الإخوان، يكفى أن تعلم أنه رفض تنفيذ خطة رفع الدعم التى يشرع النظام الحالى (الإخوانى) فى تنفيذها، والتى تعد بمثابة خطة ممنهجة لطحن المواطن البسيط!


جدير بالذكر أن الفلول وتحديدًا مؤيدى الفريق أحمد شفيق يشكلون الآن أكبر كتلة شعبية منظمة بعد كتلتى التيار الإسلامى الإخوانية والسلفية، مما يعنى أن اتحاد كتلة الثوار المتشرذمة مع الفلول يشكل قوة هائلة قادرة على الإطاحة بالنظام الحالى أو إجباره على تطبيق ديمقراطية حقيقية، يقول المثل: "أنا وابن عمى عَ الغريب" اعتبر الفلول ابن عمك، أو اعتبره أخوك يا أخى.

الجريدة الرسمية