رئيس التحرير
عصام كامل

كوارث غسيل الأواني في الترع.. تصيب بفيروس سي والتيفود والتهاب الكبد.. سقوط طفلة في مياه الباجور بالمنوفية.. اختلال توازن سيدة في ترعة الإبراهيمية بالمنيا.. ووفاة أخرى بسبب "إسفكسيا الغرق" بالفيوم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تقاليد خاطئة اعتمدها المصريون وعاشوا عليها عشرات بل مئات السنين، راح ضحيتها الكثير من الأهالي والمقربون، وتسببت في تفشي الأمراض والأوبئة، ورغم ذلك لم يتخذ المصريون من تلك الحوادث عبرة، ومازالت عادة متأصلة في المجتمع، تقضي يوميا على السيدات والأطفال بغسيل الأواني والملابس وحتى الأطعمة من قمح وجزر في الترع.


الأمراض
في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة للحفاظ على المياه والتصدى لفيروس سى وتتبنى أن يكون عام 2020 عاما بلا فيروس «سى» لايزال كثيرا من سيدات قرى مصر وخاصة سيدات قرى ومدن محافظة الدقهلية يمارسن العادة الريفية القديمة ويقمن بغسيل الأوانى داخل مياه الترع بين القمامة والقاذورات بل وصل الأمر إلى الغسيل بمياه النيل في العديد من المدن والقرى والنجوع الممتدة على ضفافه.

منظمات الصحة العالمية والمؤسسات الطبية حصرت الأمراض المحمولة في مياه الترع، والمتمثلة في الإسهال والتيفود والبارا تيفود والتهاب الكبد الوبائى والبلهارسيا، فقد أظهرت عينات المياه من محطات الرصد على نهر النيل وجود بكتيريا الدودة المعوية في نهر النيل.

الباجور بالمنوفية
ضحية جديدة بسبب تلك العادات، كانت منذ يومين حين لقيت طفلة مصرعها بترعة ميت البيضا التابعة لمركز الباجور في محافظة المنوفية، أثناء غسلها للأواني.

فقدت الطفلة "منة. ع. ح" 11 عامًا حياتها غرقا في مياه الترعة، أثناء غسلها للأواني، وتلقى اللواء أحمد عتمان مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة الباجور بالحادث، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وجار التصريح بالدفن.

المنيا
جاء هذا الحادث بعد يومين من واقعة انتشال قوات الإنقاذ النهري في محافظة المنيا، جثة ربة منزل كانت طافية على سطح ترعة الإبراهيمية أمام قرية "أم تسعة" التابعة لمركز ملوي جنوبي المحافظة، وتم نقلها لمشرحة مستشفى ملوي العام، وتبين سقوطها في المجرى المائي، أثناء غسيل الأواني المنزلية، أمام إحدى قرى مركز ديرمواس المجاور.

تدور تفاصيل الحادث، بعثور أهالي قرية أم تسعة على جثة طافية على المجرى المائي لترعة الإبراهيمية، وانتقلت أجهزة الأمن وقوات الإنقاذ النهري، ونجحت في انتشال الجثة، وتوصلت تحريات أجهزة الأمن، إلى أن الجثة لربة منزل تُدعى " سعدية. ع" 49 عامًا، وأنها كانت تغسل الأواني المنزلية بترعة الإبراهيمية وأختل توازنها وسقطت داخل الترعة وجرفها التيار لتلقي مصرعها غرقًا.

الفيوم
وفي الشهر الماضي، لقيت ربة منزل مصرعها غرقا ببحر سنوفر في الفيوم، حيث سقطت به أثناء غسلها الأوانى المنزلية، وتم انتشال جثتها، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.

أوضحت التحريات غرق "سماح ع ع" 20 سنة ربة منزل، مقيمة قرية سنوفر بدائرة المركز، أثناء غسلها بعض الأوانى المنزلية على حافة البحر، حيث ذلت قدميها وسقطت ما أدى لغرقها، وبتوقيع الكشف الطبى على المتوفية، تبين أن سبب الوفاة "إسفكسيا الغرق"، ولا توجد شبهة جنائية في الوفاة، وكلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى حول الواقعة وملابساتها.

قنا
وفي حادثة أخرى لقيت سيدتان مصرعهما، "غرقا" في مياه ترعة الفؤادية بقرية أبوتشت في شمال قنا، أثناء غسل الأواني بمياه الترعة، هذا الحادث آثار ضجة هائلة في يونيو 2016، ولم يتعظ منه الأهالي أيضا.

راحت نوره حشمت حمادة،( 28 عامًا)، ودينا عمرة عبدالشافي (27 عامًا)، المقيمتان بقرية الزرايب بمركز أبوتشت ضحية لعادة "غسيل الأواني" في الترع، وظلت وحدة الحماية والدفاع المدني بشمال قنا، تبحث في مياه الترعة لانتشال الجثمانين، واستعانت بعدد من الغواصين لسرعة انتشالهما، في حادث مؤلم أصاب الجميع بالحزن.

المنوفية
بنفس السبب وبتفاصيل متماثلة، لقيت ربة منزل بقرية صراوة التابعة لمركز أشمون بالمنوفية مصرعها غرقا بترعة النعناعية، حال غسيلها الأوانى في الترعة، في ديسمبر 2015، وبإجراء التحريات وتوقيع الكشف الطبي تبين أن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق، وتم تحرير محضر بالواقعة.
الجريدة الرسمية