رئيس التحرير
عصام كامل

بهاء أبو شقة: بيت الأمة يحتاج رئيسا قويا وحزبنا جاهز لتولي الحكومة

بهاء أبو شقة
بهاء أبو شقة

- تحدث عن انتخابات «بيت الأمة».. ونشاط «النواب».. وكواليس الترشح لـ «رئاسة الوفد».

- المستشار بهاء أبو شقة.. السكرتير العام لحزب الوفد:
- «بيت الأمة» يحتاج رئيسا قويا.. وسأجعل «البدوي» رئيسًا شرفيًا للحزب.
- الرئيس عبد الفتاح السيسي قريب الشبه بــ«محمد على».. ولا مانع من وجود حزب سياسي للرئيس على غرار الدول الكبرى.
- السيد البدوى أبلغني أن هناك من طالبه بـ«الدفع بمرشح وفدي في انتخابات الرئاسة».. ومن البداية أعلنت دعمي للرئيس السيسي. 
- من يروج أن البرلمان أداة في يد الحكومة «مغرض أو جاهل ومبيفهمش حاجة».
- الوفد يستطيع تشكيل حكومة على أعلى المستويات... ولدينا حكومة ظل بالحزب كل وزير فيها يصلح أن يكون رئيسا للحكومة. 


يمتلك المستشار بهاء أبو شقة، رئيس لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، المرشح على مقعد رئاسة حزب الوفد، خبرة كبيرة في العمل السياسي والتشريعي أيضا، فالرجل الذي ترك العمل في السلك القضائي بعدما وصل إلى منصب رئيس محكمة، هو ذاته الذي قرر في لحظة ما النزول – طوعًا – من مقعد الحكم، والوقوف في طابور الباحثين عن العدالة، ليمتهن المحاماة.

ومثلما كان ناحجًا في عمله كـ«قاض»، كان النجاح حليفه في الدفاع عن الحقوق، وبمرور السنوات أصبح "أبو شقة" اسما يشار إليه بالبنان، و التحدي.. كلمة السر التي يمكن أن تفسر نجاحات "أبو شقة"، فالرجل لا يخوض أمرا في حياته دون أن يكون "تحدي النجاح" أمام ناظريه، ولعل ما يحدث حاليا في انتخابات رئاسة الوفد، التي يخوضها، خير دليل، حيث قرر "أبو شقة" خوض الانتخابات تلك نزولًا على رغبة الوفديين الذين طالبوه بـ"خلافة البدوى"، الذي كشف "أبو شقة" أنه سيجعله رئيسًا شرفيا لـ"بيت الأمة" حال نجاحه في الانتخابات.

المستشار "أبو شقة"، مثلما يتقن لغة القوانين والتشريعات، بالقدر ذاته وأكثر يحفظ أبجديات "الدبلوماسية"، وهو ما أوضحته إجاباته المتتالية عن أسئلة عدة، وضعتها "فيتو" على طاولة الحوار، سواء تلك المتعلقة بـ«ما يحدث داخل بيت الأمة»، أو في مجلس النواب الذي يترأس لجنته التشريعية والدستورية.. وكان الحوار التالي.

مستقبل «بيت الأمة» 
ملفات عدة وضعناها على طاولة الحوار مع الرجل الثاني داخل «بيت الأمة»، في مقدمتها الملف الخاص بـمستقبل الوفد ورؤيته حال فوزه برئاسة الحزب، ليجيب قائلا: يجب إدراك أن مستقبل حزب الوفد سيتوقف على الرئيس القادم، لأن الحزب يحتاج خلال الفترة المقبلة لرئيس قوي يستطيع لم شمل الوفديين جميعا، ويستطيع أن يعيد الحزب إلى مكانته الحقيقية.

كما أن الفترة المقبلة سيتم خلالها تأسيس لدولة ديمقراطية حديثة، والمادة الخامسة من الدستور تنص على أن النظام السياسي يقوم على التعددية الحزبية، والتداول السلمى للسلطة، ولن يأت ذلك إلا إذا كنا أمام حزبين أو ثلاثة أقوياء، والوفد الفترة المقبلة يتعين أن يكون أحد هذه الأحزاب، وأن يكون لاعبا أساسيا على المسرح السياسي، بما يليق بهذا التاريخ وهذه الخبرة السياسية لهذا الحزب العريق.

المستقبل لم يكن الأمر الوحيد الذي كان يحتاج لـ«رؤية أبو شقة»، فالماضي هو الآخر بأحداثه ومواقفه المشتبكة كان حاضرًا خلال دقائق الحوار، لا سيما وأن الرجل كان شاهدًا على بعض المواقف، وشريًكا فاعلًا في البعض الآخر، ولعل ما يثار حول «تراجع الدور الحقيقي لحزب الوفد»، يعتبر من أهم الأحداث التي مضت، والتي تحتاج – في الوقت ذاته- لإجابة واضحة دون مواربة من صاحب الخبرة العريضة في دنيا السياسة.

وبالفعل أجاب «أبو شقة» عن الأمر بقوله: الحزب لم يتراجع دوره، بدليل أن لديه 42 نائبا في البرلمان، والهيئة البرلمانية للحزب أداؤها جيد، ولدينا ثلاث لجان من اللجان النوعية في البرلمان اللجنة التشريعية، ولجنة القيم ولجنة الإدارة المحلية ولجنة الطاقة، إضافة إلى كثرة عدد النواب في لجان البرلمان من حزب الوفد، ومن يريد أن يتعرف على أداء الحزب أنصحه بمطالعة ما يحدث داخل لجان البرلمان، وينظر إلى التشريعات التي أصدرها الوفد وقدمها للبرلمان.

كشف حساب «السيد البدوى» 
وانطلاقًا من «نشاط الحزب البرلمانى»، تحدث «أبو شقة» عن سنوات الوفد تحت رئاسة السيد البدوى، تلك الأيام التي قال عنها السكرتير العام للحزب: الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب المقترب على إنهاء ولايته الثانية ترأس الحزب في عام 2010، والفترات الماضية كانت فترات اضطرابات في مصر، وهو أدى دوره بما يسمح في ظل هذه الاضطرابات التي عاشتها مصر جميعا.

ويضيف: كان لحزب الوفد دوره في 25 يناير في الميدان، ودوره أيضا في ثورة 30 يونيو، ودوره في جبهة الإنقاذ، وخضنا الانتخابات البرلمانية وحصلنا على عدد كبير من المقاعد، وبطبيعة الحال لا أحب التجريح في أحد أو الإساءة إلى أحد، وهذه ثوابت وتقاليد حزب الوفد، والرئيس الحالى عندما تنتهى مدته لابد أن يخرج مكرما بما يليق بحزب الوفد أولا.

قرارات ما بعد الرئاسة
السكرتير العام لحزب الوفد، انتقل من الحديث عما يخص الرئيس الحالى لـ«بيت الأمة»، إلى قراراته حال نجاحه في خلافة "البدوى"، وقال: أول قرار لى هو أن يكون الدكتور السيد البدوى رئيسا شرفيا للوفد، الثانى أنه لا بد أن نبدأ صفحة جديدة وننسى ما قبل المعركة الانتخابية، ونبدأ في إدارة جماعية، لأننى لا أؤمن بالإدارات الفردية إطلاقا.

الفترة الماضية كانت هناك أحاديث حول الانقسامات التي يشهدها حزب الوفد، التي تسيطر إلى حد ما على المشهد الخاص بـ«بيت الأمة»؛ النائب «أبو شقة»، موقفه كان واضحًا من الأحاديث تلك، حيث قال: فيما يتعلق بتعديلات اللائحة الداخلية للحزب فسيتم طرحها مع انتخابات رئاسة الحزب في 30 مارس الجارى خلال انعقاد الجمعية العمومية والهيئة الوفدية، وإذا تم إرجاؤها فإنني كرجل ديمقراطي لن أعترض على قرار الهيئة الوفدية، ومؤسسات الحزب إذا رأت مصلحة للتعديل ستوافق.

ويضيف: إذا لم تر ذلك سترفض، وقد تم تشكيل لجنة وستناقش بمنتهى الحرية والشفافية هذا الأمر، وما تنتهي عليه سنعرضه على الهيئة الوفدية غير العادية ونلتزم بقرار الهيئة الوفدية للحزب.

وأكمل: ليس لى مصلحة شخصية في الأمر حاليًا ومستقبلًا، مصلحتى الوحيدة هم الوفديون ومؤسسات الحزب وأن نكون حزبا قويا، وأن يكون الوفد سندا للدولة المصرية، فالوفد طوال تاريخه كان دائما يقف مع الدولة المصرية، ويقف إلى جوار الطبقات المهمشة والكادحة، ولن أخرج عن ثوابت سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد باشا وهى ثوابت الوفد، ومعي أيضا جميع الوفديين الحريصين على ترسيخ ذلك، وأن يتصدر الحزب المشهد بشكل حقيقى.

خبرته في العمل السياسي، لم يستخدمها السكرتير العام لحزب الوفد، في توقع ما ستؤول إليه الانتخابات الرئاسية لـ«بيت الأمة»، حيث اكتفى بالقول: التوقعات مع الهيئة الوفدية وليست معى، وما أقوله أن ثقتي كبيرة بالوفديين، وأقسم بالله لم أترشح على رئاسة الوفد سعيا وراء منصب، وإنما لأن الوفديين هم من يريدون ذلك، لذلك ترشحت استجابة لرغبتهم.

ويستكمل: أقولها هنا أنهم إذا طلبوا أن أتراجع عن الأمر فلن أستمر وسأتراجع فورًا، وخوضي الانتخابات جاء نتيجة رغبة في داخلي بأن نكون داخل الحزب على قلب وفكر وإرادة رجل واحد لنبني حزب الوفد حتى يتصدر ويكون له الصدارة على المشهد السياسي الحالى، وإذا عجزت عن ذلك في أي مرحلة، كما أننى لن أتى في أواخر عمرى وأدخل في أمر فاشل إذا لم أستطع أن أحقق نجاح الفترة المقبلة.

الوفد وانتخابات«رئاسة الجمهورية» 
من "انتخابات بيت الأمة لانتخابات رئاسة الجمهورية، وتحديدًا كواليس دفع "الوفد" بمرشح رئاسى، وموقفه من الأمر، ليروي تفاصيل الحكاية بقوله: أكثر من وسيلة إعلام تواصلت معي حول الانتخابات الرئاسية، أكدت لجميعها دعمي للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولم أكن أعرف شيئا عن نية الدكتور السيد البدوى الترشح للرئاسة.

ويضيف: عندما تأكدت مما يتم تداوله اتصلت به هاتفيًا واتفقنا على لقاء داخل مصنعه، وعلمت منه أن هناك من طالبه بالدفع بمرشح رئاسى وفدى، ولهذا يمكننى القول – بكل ثقة- إنني كنت آخر من يعلم بحكاية خوض وفدى انتخابات رئاسة الجمهورية، ومن جانبى أريد توضيح أن القرار لم يكن الرئيس الوحيد يمتلكه منفردًا، لكن المسئول الأول عن القرار الأخير هو مؤسسات الحزب، والهيئة العليا قالت كلمتها وانتهى الأمر، ولا بد أن نحترم هذا القرار.

طوال السنوات الأربع الماضية، كانت هناك أصوات تنادي وتطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بإيجاد حزب سياسي له، وهو أمر أجاب عنه "أبو شقة" بقوله: الدول الديمقراطية مثل أمريكا الرئيس يأتي إما لحزب ديمقراطي أو جمهوري، فليس هناك ما يمنع من وجود حزب سياسي للرئيس، بل عندما نؤسس لديمقراطية لا بد أن يكون هناك عبارة عن حزب سياسي على غرار الأحزاب السياسية في الدولة المتقدمة مثل أمريكا وبريطانيا.

حزب الرئيس ومنافس «السيسي» 
السكرتير العام لـ"بيت الأمة" رفض الحديث حول الكيان السياسي الأقرب للحصول على لقب «حزب الرئيس»، وعندما واجهناه بما يثار حول أن "ائتلاف دعم مصر" هو الكيان المرشح وبقوة لهذا الأمر، التزم "أبو شقة" بلغة دبلوماسية، حيث قال: لا أستطيع الإجابة عليها، والذي يجيب عليها دعم مصر نظرا لكونه الأقرب، وليس لدي مانع أن يكون هناك ظهير للرئيس السيسي من حزب سياسي قوي، والحزب الأقرب للرئيس، والذي يجيب عليها من له مصلحة ولست أنا.

بالعودة مرة أخرى لـ«محطة الانتخابات الرئاسية»، وبسؤال المستشار "أبو شقة"، حول موقفه من عدم وجود منافس قوي أمام الرئيس السيسي في الانتخابات المنتظرة، قال: أشبه السيسي بمحمد على عندما أتى إلى الحكم عام 1805، وكانت مصر تغوص في فوضى والمماليك مكتسحين.

واستطاع بعد فترة أن يكون جيشا قويا، وأن ينشئ دولة وأن تصل نفوذ مصر إلى مناطق شاسعة، مع بناء دولة عصرية حديثة، والشعب المصرى له طابع خاص لدية إرادة وصلابة وتصميم، بانتهاء ولاية السيسي الثانية ستكون مصر أمام استقرار سياسي وأمني واقتصادى، وأمام دولة ديمقراطية حديثة الريادة والسيادة فيها للقانون.

البرلمان والحكومة
وكونه رئيسا للجنة الشئون الدستورية والتشريعية بالبرلمان لم يكن ممكنا تجاهل عدة نقاط خاصة بمجلس النواب، فسألناه عن الانتقادات الموجهة للبرلمان واتهامه بأنه أداة في يد الحكومة، ليرد بانفعال شديد للغاية: كلام مرفوض تماما، ومن يقول بأن البرلمان أداة في يد الحكومة ما بيفهمش، ولا يعلم ما نفعله داخل البرلمان.

ويضيف: يكفي أننا في هذا البرلمان، انتهينا من قانون الإجراءات الجنائية في اللجنة التشريعية، وسيعرض قانون إجراءات جنائية فيه من الضمانات للمتهم ودفاعه منذ لحظة الاستدلال، وحتى تاريخ حكم بات، ضمانات تضاهي أي ضمانة في تشريع إجرائي في الخارج، ويكفي هذا البرلمان أنه أنشأ الهيئة الوطنية للانتخابات بما فيها من ضمانات نزاهة وشفافية الانتخابات.

ويتابع: لو كنا نوالي الحكومة لما استخرجنا مشروع قانون لكى لا نسمح بالعبث أو التزوير، عندما أخرجنا قانون التأمين الطبي الشامل وقانون الرياضة الذي يعد معجزة، وخاصة أنه لم تستطع حكومة إخراج هذا القانون، عندما أخرجنا قانون التأمين الطبى الشامل، ولا يقول أن البرلمان أداة في يد الحكومة إلا مغرض أو جاهل في هذا الحديث، ومن يريد أن يحاورني في هذا الأمر يأتى وليس لدينا شىئا نخفيه، أنا لا أنام إلا ساعتين أو ثلاثة في اليوم، وأجلس أمام التشريعات وتعديلاتها والنص المقارن والتطور التشريعى في النص «مش كل واحد قاعد على قهوة يقول كده».

ويضيف: وفقا للدستور، فمن المقرر بعد نجاح مرشح رئاسى أن يتم تغيير الحكومة الحالية، والتي قال عنها المستشار "أبو شقة": شريف إسماعيل تحمل المسئولية في ظروف صعبة وفيها إرهاب وحصار اقتصادى ومشكلات متعددة، فالرجل يعمل في صمت وتحمل مسئولية في ظل ظروف بالغة التعقيد والقسوة، وكل ما يمكن أن أقوله أنى أحييه، ورغم مرضه يؤدى إلى الآن.

حكومة وفدية 100%
وحول إمكانية حزب الوفد في تشكيل حكومة إذا طلب منه، رد السكرتير العام للحزب بلغة لم تخل من ثقة،: بالفعل.. الوفد يستطيع تشكيل حكومة كاملة، وستكون على أعلى مستوى، كما أنها ستضم وزراء سياسين، وذلك هو المطلوب في الفترة المقبلة بأن نكون أمام وزارة سياسية، وفى الوفد لدينا حكومة ظل، وكل وزير في حكومة الظل يصلح أن يكون رئيسا للحكومة، وليس وزيرا فقط، وإذا طلب منا فنحن جاهزون.
الجريدة الرسمية