رئيس التحرير
عصام كامل

صفعة على وجه عبد الفتاح القصري تصيبه بالاكتئاب

فيتو

في حارة اليهود بحي الحسين نشأ عبد الفتاح القصري، درس بمدرسة الفرير الفرنسية، وتعلم منذ صغره أسرار مهنة تجارة الذهب في محل والده بالصاغة، إلا أن حلم التمثيل ظل يراوده.


عمل في بدايته مونولوجست كوميدي، وأثناء ثورة 1919 كان يقدم المونولوجات الوطنية.

والتحق بفرقة عبد الرحمن رشدي للتمثيل، وانتقل منها إلى فرقة جورج أبيض، ولما كانت فرقته تعتمد على الأدوار الدرامية عهد جورج إلى عبد الفتاح القصري أداء دورا صامتا يبكي فيه بكثرة.

استعصت الدموع على القصري الذي كان يفضل تقديم أدوارا كوميدية تضحك الناس لا تبكيهم، لكن فاجأه جورج بصفعة على وجهه وطرده من المسرح على مسمع من الجميع، مما أثر في نفسه وأصابه بالاكتئاب.

انتقل إلى العمل مع فرقة فاطمة رشدي وعزيز عيد ثم فرقة نجيب الريحاني ومن خلالها نجح في تقديم أدوار شخصية ابن البلد الظريف الذي يضحك الجمهور مقابل 40 جنيه شهريا، وأسند له الريحاني أول دور في مسرحية (محدش واخد منها حاجة ) وهو دور حانوتى.

بعد وفاة الريحانى انتقل للعمل مع فرقة إسماعيل يس ليكمل معها مشواره الفنى إلى النهاية.

اتجه إلى السينما وقدم مجموعة أفلام كوميدية مع صديق مشواره إسماعيل يس، فقدم دور المعلم حنفى شيخ الصيادين في ابن حميدو فكان صاحب المقولة الشهيرة ( أنا عمر كلامى ما ينزل الأرض أبدا ) ثم يقول حتنزل المرة دى.

وفى عام 1960 وأثناء إحدى مسرحياته فقد بصره وهو على خشبة المسرح. وأخذ يصرخ قائلا مش شايف، وظن الجمهور أن ذلك جزء من الحوار فضج المسرح بالتصفيق.

وماهى إلا شهورا حتى أصيب بالزهايمر وأمراض الاكتئاب والشيخوخة ليرحل عن الدنيا مكتئبا في 8 مارس 1964.
الجريدة الرسمية