رئيس التحرير
عصام كامل

طاقة الأمل!


للموارد الطبيعية قيمة كبيرة لكن الموارد البشرية تسبقها في الأهمية؛ ذلك أن هناك دولًا مثل الهند والصين واليابان بنت نهضتها انطلاقًا من عنصرها البشري؛ فطوكيو مثلا تعاني شحًا في الموارد الطبيعية لكنها غنية بالعقول والكوادر البشرية صناع النهضة والإبداع والقوة الاقتصادية العملاقة التي تبوأت يومًا المرتبة الثانية عالميًا.


في مصر طاقات شبابية جبارة ومبدعون ومبتكرون في كل المجالات.. في الداخل يمثلون أكثر من 60% من تعدادها، ناهيك عن عقول مهاجرة في الخارج أثبتت جدارة علمية وتقنية في أدق التخصصات هناك.. وقد أحسنت الحكومة صنعًا حين اختصت طيورها المهاجرة بوزارة مستقلة تديرها وزيرة نشطة تتابع بدأب أحوال المصريين بالخارج.. كما أنها مدت حبال التواصل مع المبدعين بصورة أخص للإفادة من أفكارهم الخلاقة.

شبابنا هم طاقة الأمل ونافذة النور التي ترى مصر فيهم مستقبلها.. وقد أهملتهم الحكومات المتعاقبة فكيف كان حال مصر لو أحسن توظيف هذه الطاقات ووجدوا فرص عمل حقيقية منتجة بدلًا من الوقوف في صفوف البطالة الصريحة أو المقنعة التي تسربت عبر عقود مضت للجهاز الإداري للدولة في ظل شيوع قيم المحسوبية والوساطة حتى صاروا معوقًا للتقدم، حاضنًا للبيروقراطية والفساد، معاديًا للتطور والإنجاز؛ الأمر الذي يجعلنا في حاجة ماسة إلى ثورة إدارية تعيد صياغة ثقافة المجتمع وتنتشل الجهاز الإداري العتيق من قاع البيروقراطية والروتين العقيم.
الجريدة الرسمية