هنعيش امتى!
فولتير -الكاتب الشهير- أتذكر أنه كان قد قال، كلنا نعيش على أمل أن نعيش، وبالفعل أرى ذلك وألمسه أحيانًا كثيرة في حياتنا سواء اليومية أو على فترات مختلفة في حياتنا. فمنذ الصغر، تجد الطفل الذي ما زال عمره يعد على أصابع اليدين، يحلم بمتى سيصبح شابًا وسيمًا كأخيه الأكبر ولا مانع لديه إذا أعجبت به بعض الفتيات ويتمنى لو كن كل الفتيات وليس بعضهن.
بعد ذلك تجد ذلك الصغير كبر قليلًا وصار شابًا، ولكن اختلفت أفكاره الآن، فهو صار يفكر، متى سيصبح مثل الرجال الذين في الأربعينات، ربما يكونون كبارًا، ولكن الآن لديهم الاستقلال وربما لديهم أسرة ومنزل وأطفال، ولديهم أيضًا الصحة وبالطبع الوسامة.
ولكن عندما يصبح ذلك الشاب في تلك المكانة، يتحول الموقف للمرة الثانية، ويصبح ذلك الرجل الذي يتيقن بأنه لن يعيش إلا بعدما يتزوج أبناؤه ويطمئن قلبه عليهم، لأن باختصار، أصبح يعتقد أن الحياة لن تكون جيدة وهو غير مطمئنًا على أبنائه.
وتمر السنون ويتغير الموقف للمرة الثالثة، يجد ذلك الرجل نفسه في سن الستينيات -على الأقل- وأصبح يرى بأنه لا يصلح لشيء بعد، فكما نقول بالبلدي "العضمة كبرت".
المشكلة أن كل شخص يعيش في الحياة ويظن في كل مرحلة من مراحل عمره أن الحياة لها قالب معين، ولا يدرك الحقيقة الثابتة مثل حقيقة الموت وهي "أن الحياة كالصورة الجيدة لا يمكن أن تلتقط بعد فوات الأوان".
لكل مرحلة في الحياة بريقها ورونقها الخاص بها، ولكل لحظة في حياتك عبرة تارة وفرح تارة وحياة تارة ثالثة، اياك وأن تغفل عنها، واياك وأن تشعر أن اللحظة التي تفوت من عمرك ربما تستطيع استعادتها فيما بعد... عش الآن وفرح الآن خير من ألف سعادة ولكنها غير واضحة المعالم الآن.