رئيس التحرير
عصام كامل

بيانات الجيش.. وداعش.. وتنظيم القاعدة!


لعل بيانات الجيش المصري المتتالية تكشف إلى أي مدى وصل التكالب على مصر من كل صوب وحدب.. وإلى أي مدى بات وضع الإرهابيين صعبًا في سيناء؛ بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وباتوا على شفا الهاوية بعد أن قُضي على أغلبهم وانقطع عنهم المدد والإيواء إلا قليلًا يتصدى لهم جيشنا بكل قوة وحزم.. حتى لم يجد زعيم ما يسمى "تنظيم القاعدة" مفرًا من الخروج من جحره؛ داعيًا تنظيم الإخوان إلى الخروج المسلح على الدولة، وهو ما تزامن مع دعوة "داعش" إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في مصر، وتزامن في الوقت نفسه مع شن عمليات إرهابية شرسة ضد قواتنا في سيناء.


لقد اتحدت إرادة المتآمرين ضد مصر؛ سواء العناصر الفاسدة الخائنة في الداخل أو قوى الخارج المتربصة التي لا تريد أبدًا أن تنتقل مصر للمستقبل أو تنعم بالاستقرار والعدالة الاجتماعية، أو تستكمل حركة البناء والعمران التي قطعت فيها شوطًا لا بأس به.

لم تعرف مصر على مدى تاريخها العريق شيئًا من ذلك الذي تعانيه اليوم؛ فهي مستهدفة بأيدي بعض أبنائها من التيارات "المتأسلمة" الذين يجرى توظيفهم لتحقيق أجندة الغرب ومآربه.. فثمة من يمول ومن يحرض ضد إرادة الشعب الذي خرجت ملايينه في 30 يونيو للإطاحة بحكم الإخوان الفاشي، ومن ساعتها وتنظيمات التطرف تعيث بأرضنا فسادًا واحترابًا أهليًا.. ولم تنس أمريكا لثورة 30 يونيو أنها أوقفت وصايتها على دول المنطقة، وقضت على أحلامها التي نسجتها اتفاقًا مع الإخوان لتقسيم المنطقة، ومكنت مصر من الاستقلال بقرارها الوطني..

ولم يفق أردوغان من صدمة زوال حكم أقرانه الإخوان لمصر؛ فنراه يخرج متغطرسًا يهدد دول الجوار ويرتكب جرائم حرب في عفرين السورية التي يسكنها أغلبية كردية تؤرق منام أردوغان الذي لا يزال يحلم باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية الغابرة التي دان لها حكم مصر بعد التغلب على المماليك ودحرهم.

الغريب أن المجتمع الدولي يرى ذلك كله وأكثر منه دون أن يحرك ساكنًا أو يوقف أفعال البلطجي التركي بالمنطقة.
الجريدة الرسمية