والدة توفيق الحكيم تعترف: لم يكن عدوا للمرأة
نشرت مجلة "صباح الخير" عام 1960 مذكرات كتبتها والدة الأديب توفيق الحكيم تعترف فيها ببعض الحقائق عن ابنها لا يعرفها عنه أحد فقالت فيها:
اعترف الجميع بتوفيق الحكيم أديبًا حتى أنا "أسما هانم" والدته ووالدة إسماعيل بك الحكيم بعد أن خرج توفيق علينا برواية (يوميات نائب في الأرياف).
فقد عرفنا حينذاك سر سرحانه وانعزاله عنا وعن أصدقائه، فهو ليس غبيًا وعمل في النيابة ليرضي والديه، وفى نفس الوقت مارس هوايته في الكتابة، وأقنعنا أن مكانه ليس القضاء وإنما مكانه هو الأدب وقدم توفيق استقالته من النيابة.
بقى لى أمل واحد فقد كنت أريد أن أزوجه، لكنه رفض كل الزيجات التي عرضتها عليه حتى أطلقوا عليه "عدو المرأة"، لكن ولدي لم يكن عدو المرأة.. كانت المرأة في ذهنه شيئًا آخر، كانت بيجماليون التي بحثها وهو يكتب تلك المسرحية الرائعة، وكانت المفاجأة عندما شاهد توفيق بيجماليون ذات مساء وهي تسير في صحبة أحد أصدقائه، لم ينم ليلتها حتى قابل صديقه وسأله هل أنت متزوج؟ فقال له: لا، فقال توفيق: ومن التي كانت معك بالأمس؟ قال: أختى، فقال له: عاوز أتزوجها هل عندك مانع؟
وتزوج توفيق الحكيم وحقق أمنيتى الكبرى.. وشيء هنا أريد أن أؤكده وهو أن بيجماليون استطاعت أن تسعد فنانها الملهم أن زوجة ابنى تعرف ماذا يريد تمامًا، تعرف رغباته وتحققها له، فهي لم تخرج معه مرة، ولم تذهب معه إلى السينما مرة، ولا تقترب منه عندما يقرأ أو يكتب، صورها لم تظهر في الصحف، كما أن الصحافة لم تكتب خبرًا واحدًا عن زوجة ابنى الأكبر أديب في الجمهورية.
أنجبت بيجماليون ابنة اسمها زينب وابنًا واحدًا هو إسماعيل.... وأقرر هنا أننى حماة أحب زوجة ابنى توفيق وزوجة ابني زهير، كما أحب والدي تمامًا، ولو كانت لي ابنة لما أحببتها بهذه القوة.
إن مشكلة الحموات كلام فارغ وإن الذين يقولون إن الأم تغار من زوجة ابنها واهمون.. إن الحماة لا تغار مطلقًا طالما أن زوجة ابنها تحترمها، فالزوجة هي الأصغر وعليها أن تتعامل مع حماتها كما تتعامل مع أمها، وهذا الاحترام لابد أن يولد الحنان والحب، ولقد كنت ذات يوم زوجة ابن وكنت أريد أن أصبح ملكة في بيتي، لذلك لابد أن تكون زوجة ابنى ملكة في بيتها.