أما الحب يا روحي عليه!
أحيانًا كثيرة نختصر الحياة في أشخاصِ ونتعلق بهم لمرحلة أننا لا نرى الحياة إلا بهم، وأحيانًا لا نرى الحياة إلا هم، أو كما قال عادل سلامة الشاعر وصديقي في قصيدته "إيه يا قلبي": "عند نفس الخطوة سميتها الحياة".
كم مرة أسميت شخصًا بعينه "الحياة" وصرت تعشق الحياة فقط لأنه هو تلك الحياة، ربما كثيرًا، وربما من كثرة المرات تعجز أحيانًا عن حصرها أو عدها.
لكن أين المشكلة؟!، لماذا لا نكمل في تلك العلاقات أو في ذلك الحب المفعم بالحيوية- في بداياته-، ربما تكون إجابة السيدة أم كلثوم في الكوبليه الشهير "العيب فيكم يا في حبايبكم أما الحب يا روحي عليه" مرضية أحيانًا، لكن أحيانًا ثانية تكون غير مرضية لنا، ونظل نسأل باستمرار: "أين المشكلة؟؟".
ربما تكون كما قال "شكري مختار" -بطل فيلم هيبتا- الذي قام بدوره الفنان المبدع ماجد الكدواني: "المشكلة في الروتين والوعود والأمان".
نتعامل في أحيان كثيرة أن الطرف الثاني أصبح ملكنا ومن الآن وإلى الأبد، كأنه جواز كاثوليكي، لا طلاق ولو هناك علة زنا أيضًا، ولا ندرك أن الشغف يحتاج لأحيان كثيرة لكسر الروتين والأمان.
ما المشكلة لو جددنا حبنا كل فترة وكأننا نعرف بعض من مجرد ثوانِ معدودة وعلى أصابع يد واحدة، ما المشكلة عندما نعلن عن حبنا كل فترة لبعض، لا كل ساعة لبعض.
مشكلة البعض، أنه يظن أن الكلمة تقال مرة واحدة أو في المناسبات والأعياد والعطل الرسمية فقط، وتسري خلال الفترة بين المناسبة التي تليها، أي لا تحتاج لتجديد، وربما هناك بعض الأشخاص لا يقولون كلمة "أحبك" تقال في المرة الأولى فقط، وتسري مدى الحياة.
المشاعر تسري نعم، لكن ليس هناك مانع أو ما يمنع أن تخبرني مجددًا أنك تحبني، ليس هناك ما ستخسره إذا قولتَ تلك الكلمة الخفيفة على اللسان، ثقيلة في قلب من تخبره إياها.
ستقولها من هنا وتزداد قربًا في لحظتها.
وتعلم أن الوعود ليست بكثرتها لكن في تنفيذها، الحب باختصار، أفعال كثيرة، لكن هذا لا يمنع من وجود الكلمات...