رئيس التحرير
عصام كامل

خلافات إسرائيل ولبنان بعد أزمة «بلوك 9» إلى أين؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تشهد الفترة الحالية حالة من التوتر بين لبنان ودولة الاحتلال على خلفية منطقة البحر المتوسط المسماه بـ«بلوك 9»، لم تقف المسألة عند حد التوترات بل وصلت إلى اتجاه إسرائيل لفرض سياسة الأمر الواقع على لبنان، بالبدء في تأسيس جدار عازل تحديدًا في منطقة "رأس الناقورة"، وأدت حدة التوتر إلى تدخل بعض العناصر بالوساطة الدولية لحل أزمة.


بلوك 9
في البداية، يجب أن تعرف أن "البلوك 9" يرجع اكتشافه لعام 2009 على يد الشركة الأمريكية "نوبل للطاقة"، ويحتوي على كمية من احتياطي النفط والغاز في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحته 83 ألف كيلو متر مربع، وهي تترامي في منطقة المياه الإقليمية لكل من سوريا ولبنان وقبرص وإسرائيل.

ويبلغ مجمل مساحة المياه الإقليمية اللبنانية نحو 22 ألف كم مربع، فيما تبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 854 كيلو متر مربع، وتم تقسيم المساحة المتنازع عليها إلى عشرة مناطق أو بلوكات يمثل البلوك 9 أحد تلك المناطق.

تصريحات ليبرمان
بداية اشتعال الأزمة حينما أصدر وزير جيش الاحتلال، أفيجدور ليبرمان، تصريحات بشأن ملكية البلوك لإسرائيل وكشف عن الأطماع الصهيونية في تلك المساحة ما أثار غضب كبير في الأوساط اللبنانية.

ومنذ تهديد إسرائيل تصاعدت وتيرة تحركات لبنان الرسمية، حتى بلغت المجلس الأعلى للدفاع، الذي يضم رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، ورئيس الحكومة، سعد الحريري، والوزراء المعنيين.

وعقب اجتماع استثنائي له، في القصر الجمهوري ببيروت، أعلن المجلس، في بيان، رفضه لتصريحات ليبرمان، وشدد على أن "إسرائيل" معتدية على المنطقة الاقتصادية.

جدار رأس الناقورة
لم تكتف إسرائيل بذلك فقط بل بدأت في الأسابيع الأخيرة في منطقة رأس الناقورة أعمال بناء جدار فاصل، وذلك في إطار مشروع يستمر لعدة سنوات تنفذه قيادة منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي لتعزيز البنية التحتية العملانية على طول الحدود، من البحر المتوسط وحتى جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل.

ويتضمن المشروع إقامة جدار بارتفاع يصل إلى 10 أمتار، ويزيد عن 10 أمتار في مواقع معينة، خاصة قرب المستوطنات، وتأتي إقامة هذا الجدار، بحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بهدف منع السيطرة الطوبوغرافية على المنطقة بالنار أو الرصد أو المناطق التي تساعد في إقامة مسارات اختراق خفية. وفي الغالب فإن الجدار يقع بالقرب من مستوطنات حدودية، مثل "مطلولة" و"مسغاف عام".

التحكيم الدولي
وهناك عدة أطروحات لمواجهة هذه الأزمة أبرزها اللجوء إلى التحكيم الدولي ولكن هذه الخيار يتطلب موافقة الطرفين وغالبًا إسرائيل سترفض ذلك.

إقرار الحدود
الخيار الثاني أن تطلب لبنان من مجلس الأمن تحديد حدوده كما أقرتها الدول الاستعمارية (فرنسا وبريطانيا)، ولكن الولايات المتحدة، في مجلس الأمن سيكون لها حق استخدام الفيتو ضد أي قرار، وبالطبع ستقف إلى جانب تل أبيب.

وساطة واشنطن
والخيار الثالث اللجوء إلى الوساطة والحل السلمي وهو الأمر الذي كانت تقوم به الولايات المتحدة في السنوات السابقة، والذي ظهرت مؤشرات على احتمال عودته في الساعات الماضية.
الجريدة الرسمية