دار القضاء العالي

كان مقر محكمة النقض والإبرام منذ إنشائها في 2 مايو 1931 ومن قبلها محكمة استئناف مصر الأهلية، بقصر العدالة بجوار مديرية أمن القاهرة بباب الخلق، وهو ما أصبح بعد ذلك مقرًا لمحكمة جنوب القاهرة الابتدائية.

وكان مقر اللجنة المختلطة منذ إنشائها في عام 1875 بمقر الدائرة الفنية وسط ميدان العتبة الخضراء، ونظرًا لإعادة تخطيط ميدان العتبة، وضرورة نقل المحكمة إلى مقر آخر، فقد تم الإعلان عن مسابقة عالمية لوضع تصميم لمبني جديد للمحكمة المختلطة.

وبتاريخ 15 يناير من عام 1924 أعلنت نتيجة المسابقة، وفاز بالمركز الأول التصميم الذي وضعه ثلاثة من المهندسين الفرنسيين هم: LEON AZEMA ، MAX EDREI ET JACQUES HARDY

بعدها تم وضع حجر الأساس للمبنى الجديد بتاريخ 3 سبتمبر من عام 1925، غير أن الانتهاء من بناء المحكمة المختلطة وتسليمها استغرق أكثر من المتوقع تسع سنوات، حيث تم افتتاحها رسميًا وانعقدت أول جلسة بها بتاريخ 10 أكتوبر 1934.

ونتيجة لاتفاقية مونترو عام 1937 تقرر إلغاء الإمتيازات الأجنبية، تم تحديد الفترة الانتقالية لإلغاء المحاكم المختلطة، وكان يوم السبت 15 أكتوبر 1949 هو اليوم الأخير للقضاء المختلط بعد 75 سنة من وجوده، وتأسست لجنة القضاء المختلط برئاسة مسيو كوالي رئيس محكمة الاستئناف المختلطة.

سميت بـ"لجنة التسليم" تم تسليم مفاتيح المحكمة إلى وفد مصري من تسعة أعضاء برئاسة رئيس محكمة النقض محمد المفتي الجزايرلي باشا، ثم تحرر "عقد التسليم" الذي وقع علية مسيو كوالي والجزايرلي باشا.

وكان من ضمن التعليمات-المقتنيات- خزينة المحكمة التي كانت تحتوي على أربعة آلاف جنيه مصري، والأختام والدواليب، وكان شعار القضاء المختلط هو تاج مذهب مكتوب عليه عبارة "العدل أساس الملك".

وبعد هذا التاريخ السبت 15 أكتوبر 1949 أصبح المبني –لأول مرة– مقرًا لمحكمة النقض ومحكمة استئناف القاهرة والنيابة العامة، وأحتفل المصريون بعد ذلك بتغيير اسم المبني من "المحكمة المختلطة" إلى "دار القضاء العالي".