رئيس التحرير
عصام كامل

الثورات تقوم للبناء وليس للهدم!!


تعددت أسباب خروج مجموعات من الشباب والمثقفين والمهمومين بقضايا الوطن في 25 يناير، ولم يكن توقيتها وحده دليل استهداف الدولة الذي بدا عشوائيًا في ظاهره، مخططًا في باطنه؛ بدليل الحوادث الجسام التي بدا الهدف منها إبقاء مصر على صفيح ساخن وصل لحد الاستقطاب الحاد والاشتباك مع أجهزة إنفاذ القانون، وحصار المحاكم وتعطيل القانون، والتلاسنات اللفظية ومعارك التجريح واغتيال السمعة على الفضائيات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.


لقد طال الانفلات كل شيء في مصر بعد 25 يناير، بدءًا من استهداف أقسام الشرطة، واقتحام السجون عبر استباحة منظمة ومخططة للحدود، شاركت فيها حماس وحزب الله وتركيا وقطر وأجهزة مخابرات دول عديدة.. وهو استهداف استلهم أفكار حروب الجيل الرابع التي تبغي هدم الدول وتفجيرها من الداخل، بنقض أعمدتها الأساسية والاعتداء على مؤسساتها الرئيسية، متمثلة في الجيش والشرطة والقضاء والإعلام بأيدي بعض أبنائها بمعاونة خارجية؛ وهي أفكار تحويها نظرية "الفوضى الخلاقة" التي راحت أمريكا تهيئ لها المنطقة مستعينة بدول وأجهزة مخابرات وأناس من بني بلدتنا ولكلٍ مآربه وغاياته التي لم يكن من بينها الحفاظ على مصر أو تخليصها من الفاسدين والمستبدين.

لا يجادل أحد في أن سنوات ما قبل يناير شابها التزوير والمحسوبية والفساد، وهو ما تناوله الإعلام بالتنبيه والنقد..لكن ما حدث بعد يناير بدا هدمًا للدولة وتخريبًا وتصفية للحسابات.. وطفح على السطح أسوأ ما فينا من غل وحقد وتطاول وإحباط وتشكيك في كل شيء وأي شيء، ووصلت الرغبة في الانتقام لحد اعتبار كل من تولى منصبا قبل 2011 مدانا بالفساد حتى يثبت العكس.. فهل هذه هي الحرية والديمقراطية؟!
الثورات تقوم للبناء والتغيير إلى الأفضل وليس أبدًا إسقاط الدولة ومؤسساتها.
الجريدة الرسمية