عن «حنان ماضي» من داخل حفلها
لأول مرة أكتب مقالًا وأنا أستمع لصوت الحنان والحنين "حنان ماضي"، ولكن تلك المرة وأنا أجلس أمامها في "المسرح الصغير" في دار الأوبرا المصرية. ربما من يتابعني باستمرار، يعرف حبي وعشقي لحنان ماضي، وكنت نشرت من قبل في نفس المكان ببوابة فيتو، مقالي عنها بعنوان "عن صوت الحنان... حنان ماضي".
ولكن في تلك الأمسية التي لم أشاهد ولن أشاهد مثلها، شعرت أنني أكتشف عوالم كثيرة كانت خفية عن عقلي ومشاعري في صوتها، صوتها بمثابة مركب يقودك بين بحور الحب والحزن والسعادة بمهارة البحار مندي. رفهي التي "كان وكان وكان" ولكن ومازال الصوت الأقرب لروحي وقلبي، فمع صوتها يمكن أن تعيش آلاف الحكايات دون أن تتحرك ولو لمتر واحد من مكانك، والسر يكمن في فنها.
أتذكر أول مرة استمعت لصوتها داخل جلسة تخاطب لي وأنا طفل، وأول كلمات نطقتها مع صوتها وهو يغني، ومن ساعتها كان المختص بحالتي يتابع حالتي بالأغاني، ولكن من خلال أغانيها ذلك الملاك البريء الذي يغني وينشد ويعزف ألحانه على أوتار قلوب كل من يحبه.
أتذكر تلك اللحظة التي أسافر فيها للخارج وأعبر فوق بحر أو محيط فأستمع لصوتها الرقيق يهمس في أذني "البحر ده أغنية بسمعها 100 مرة". حنان ماضي، أو ماما حنان "كما أحب أن أناديها" هي الصوت المصاحب للروح والناطق لما لا يستطيع أن يبوح به القلب.
أدام الله عليها نعمة صوتها، ودامها هي إبداعًا في حياتنا.