جمال عبد الناصر يكتب: نحو قومية عربية إسلامية
كتب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلة "الاثنين والدنيا"، عام 1955، مقالا قال فيه:
تهدف ثورة 23 يوليو في سياستها العامة إلى هدفين:
الأول أن تكون وطنية الشعب المصري وطنية مصرية
والثاني أن تكون قوميته قومية عربية إسلامية
ولا ريب أن على الهدف الأول يقوم تعاون الشعب داخل بلاده تعاونًا وثيقًا كتعاون أعضاء الجسد الواحد فتتألف منه قوة ذاتية متينة، وعلى الهدف الثانى يقوم تعاون الأمم الإسلامية والعربية في الخارج تعاونًا مفيدًا يحقق لكل منها شخصية دولية محترمة في المعترك الدولي، ويؤلف منها قوة مهيبة الجانب قوية الدعائم متضامنة في الدفاع عن عزتها وكرامتها.. عاملة على الدوام لتحقيق السلام العام.
وليس أجل من تعاون الأمم الإسلامية والعربية التي تشترك في أدوار التاريخ الطويل والتقاليد الدينية والاجتماعية، والتي مرت بها تجارب عدة في حياتها السياسية، وعانت ألوانًا من الشدائد، وتعلمت من دروس الماضي كيف كان النزاع سببًا فيما أصاب المسلمين من كوارث، وكيف كانت الأطماع وضعف الأخلاق أساسًا لما وصل إليه المسلمون من ضعف أتاح للأجنبي السيطرة والسيادة والاستغلال.
ولابد من التعاون بين الأمم الإسلامية من صدق الإرادة وإخلاص النية، فإن مجد المسلمين في الماضي حققه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأخلصوا فيما هدفوا إليه، فأمدهم الله بنصره.. وكانت لهم في العالم الكلمة العليا، كما ازدهرت حضارة الإسلام بجهود هؤلاء الرجال وإخلاصهم.. حتى إذا تغير المسلمون تغيرت أحوالهم، وضعف شأنهم وانهارت حضارتهم.
فعلينا -نحن المسلمين- أن نعتبر بماضينا، وأن نتعظ بغيرنا، وأن ننتفع في نهضتنا الجديدة بما سلف من تجارب ودروس، وأن نضاعف جهودنا في هذا العصر الذي يفرض علينا واجبات خطيرة.
فقد أخذت الدول تتسابق نحو القوة ونحو الرقي وتعمل لصالح وخير شعوبها معتمدة على العلم الحديث والتربية المتينة الصالحة، فلنأخذ طريقنا نحو مستقبل مجيد يقوم على العلم والأخلاق، وعلى الإخلاص وصدق العزائم، والله مع العاملين المخلصين.
ولابد من التعاون بين الأمم الإسلامية من صدق الإرادة وإخلاص النية، فإن مجد المسلمين في الماضي حققه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأخلصوا فيما هدفوا إليه، فأمدهم الله بنصره.. وكانت لهم في العالم الكلمة العليا، كما ازدهرت حضارة الإسلام بجهود هؤلاء الرجال وإخلاصهم.. حتى إذا تغير المسلمون تغيرت أحوالهم، وضعف شأنهم وانهارت حضارتهم.
فعلينا -نحن المسلمين- أن نعتبر بماضينا، وأن نتعظ بغيرنا، وأن ننتفع في نهضتنا الجديدة بما سلف من تجارب ودروس، وأن نضاعف جهودنا في هذا العصر الذي يفرض علينا واجبات خطيرة.
فقد أخذت الدول تتسابق نحو القوة ونحو الرقي وتعمل لصالح وخير شعوبها معتمدة على العلم الحديث والتربية المتينة الصالحة، فلنأخذ طريقنا نحو مستقبل مجيد يقوم على العلم والأخلاق، وعلى الإخلاص وصدق العزائم، والله مع العاملين المخلصين.