«نزار قباني» يحتفل بميلاد عبد الناصر بعد رحيله
في ذكرى ميلاد الرئيس جمال عبد الناصر الثالثة والخمسين، عام 1971 ألقى الشاعر نزار قباني قصيدة بعنوان «إليه في يوم ميلاده» تضمنها أحد دواوينه.
قال نزار في قصيدته:
زمانك بستان وعصرك أخضر..وذكراك عصفور من القلب ينقرُ
دخلت على تاريخنا ذات ليلة..فرائحة التاريخ مسك وعنبرُ
وكنتَ فكانت في الحقول سنابل.. وكنتَ عصافير، وكان صنوبرُ
لمست أمانينا فصارت جداولًا.. وأمطرتنا حبا ولا زلت تمطرُ
تأخرت عن وعد الهوى ياحبيبنا.. وماكنت عن وعد الهوى تتأخرُ
سهدنا وفكرنا وشاخت دموعنا.. وشابت ليالينا وماكنت تحضرُ
تعاودنى ذكراك كل عشية.. ويورق فكرى حين فيك أفكرُ
وأحبك لا تفسير عندى لصبوتي.. أفسر هذا والهوى لا يفسرُ
تأخرت يا أغلى الرجال فليلنا.. طويل وأضواء القنابل تسهرُ
أتسأل عن أعمارنا ؟ أنت عمرنا.. وأنت لنا المهدى أنت المحررُ
وأنت يا أبو الثورات، أنت وقودها.. وأنت انبعاث الأرض أنت التغيرُ
تأخرت عنا فالحياة حزينة.. وسيفك من أشواقه كاد يكفرُ
حصانك في سيناء يشرب دمعة.. ويالعذاب الخيل إذ تتذكرُ
نساء فلسطين تكحلن بالأسى..وفى بيت لحم قاصرات، وقصرُ
رفيق صلاح الدين هل لك عودة..فإن جيوش الروم تنهى وتأمرُ
تعال إلينا،فالمروءات أطرقت..وموطن أبائى زجاج مكسرُ
هزمنا ومازلنا شتات قبائل..تعيش على الحقد الدفين وتثأرُ
أبا خالد أشكو إليك مواجعى..ومثلى له عذر ومثلك يعذرُ
أنا شجر الأحزان أنزف دائما..وفى الثلج والأنواء أعطى وأثمرُ
تثير حزيران جنونى ونقمتى.. فأغتال أوثانى وأبكى وأكفرُ