رئيس التحرير
عصام كامل

أول سائقة توك توك بكفر الشيخ: اخترت «الشقا» وعملت بشرف (فيديو)

فيتو

«أنا متعلمتش لكن الشقا اللى شفته في الدنيا علمنى كتير وتحملت ما لا يتحمله الرجال».. بتلك الكلمات سردت "شيرين أبو شعيشع"، 30 عاما، أول سائقة توك توك بكفرالشيخ، مشوار كفاحها لـ"فيتو"، وما الذي دفعها للعمل بهذه المهنة.


قالت شيرين على أبو شعيشع، إنني مطلقة منذ 7 سنوات، ومقيمة بقرية عقلة القبلية بمركز سيدى سالم بكفر الشيخ، ولدي "إسراء"، ولا يوجد لنا أي مصدر للدخل، وشقيقتي أرملة ومريضة بالغضروف ولديها ابن، ووالدتي مسنة، واضطررت إلى قيادة توك توك اشتريته بالتقسيط بعد معاناة العمل في مهن شاقة لأكثر من 10 أعوام.

وأوضحت شيرين أن الجميع كان مندهشا من قيادتي للتوك توك، وكانوا يمزحون معي وينادوني (يا اسطي ويا أسطاية) وبعد ذلك تفهموا الأمر، وتعرضت لمضايقات كثيرة مما دفعني أن أجعل أغلب زبائني من السيدات ولا أقف لرجال غرباء ولا أخرج للعمل ليلًا، وعملى يبدأ من الصباح الباكر بتوصيل الخبز للمنازل، ثم توصيل البنات للحضانة، وبعد ذلك أعمل بالتوك توك حتى صلاة العصر.

وأشارت شيرين إلى أن التوك توك الخاص بها غير مرخص حتى الآن بسبب عدم قدرتها على تجميع رسوم الترخيص، قائلة: "عندي أعباء كثيرة ما بين أقساط التوك توك وإيجار الشقة التي نعيش بها والمصاريف اليومية للأكل والشرب وتعليم البنات وعلاج والدتى الذي يصل لـ 500 جنيه شهريًا، فلا يتبقى شيء. وللعلم أنا أقوم بتصليح التوك توك بنفسي وليس الصنايعى لكي أوفر بعض المال".

كلام الناس
وأضافت، شيرين، أن أكثر شيء عانيت منه هو ( كلام الناس) دون أن يعلموا ظروفى والالتزامات المعيشية المطلوبة منى وأننى لو قعدت في البيت "مش هنلاقى ناكل".

تواصل: "ومن ضمن كل 10 أشخاص ينتقدوني ويستهزئون بى تجد شخصا يقول (الله يعينها)، وأريد أن اعرف ماهو المطلوب منى أن أعمل حساب للناس وأقعد في البيت آكل طوب أنا وأسرتى ولا أخرج وأشتغل ولا أهتم لكلام الناس، ولا أخفيكم سرًا أن كلامهم بيحرق دمى ويضايقنى ولكننى كل ما يمكننى أن أقوله هو أننى فضلت الشقا والتعب على كلام الناس والحمد لله على كل حال".

مطلبي الوحيد
وطالبت شيرين، من المسئولين بالمحافظة، توفير مسكن لها بدلًا من الايجار الشهرى الذي تدفعه، قائلة: "أريدهم أن يوفروا لى غرفة واحدة نعيش فيها أنا وأمى وأختى والبنتين، فلم أعد أتحمل أعباء الإيجار الشهري. كما أتمنى لأمى زيارة النبى عليه الصلاة والسلام لأنها كافحت علينا وعلمتنا الأدب وأحسنت تربيتنا، وهدفى في الحياة أن أظل أعمل وأعمل حتى أعلم بنتى وابنة أختى، ولا نحتاج لأحد.
الجريدة الرسمية