رئيس التحرير
عصام كامل

استشاري مناعة: الوقاية من البرد تبدأ من الأنف والفم

الدكتور مجدى بدران
الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة

أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال، وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس أن الوقاية من نزلات البرد تبدأ من الأنف والفم، وأن عدم تدفئة الجسم يسبب انخفاض درجة حرارته إلى أقل من 35 درجة مئوية، مما قد يهدد حياة الإنسان خاصة مع ضعف الجهاز المناعي.


وأشار إلى أن انخفاض درجة الحرارة بمعدل درجة مئوية واحدة يخفض كفاءة الجهاز المناعى بنسبة ٤٠%، كما يؤدي انخفاض درجة حرارة الجسم إلى قلة الإنزيمات المسئولة عن إتمام كل عمليات الحيوية لجسم الإنسان.

وكشف بدران عن حقيقة علمية مهمة تتعلق بإصابة الأطفال بنزلات البرد، مؤكدًا أن الدراسات العلمية أثبتت أن ابتعاد الأم عن رضيعها يخفض درجة حرارة أنفه نصف درجة مما يزيد من احتمالات إصابته بالبرد، وأن حضنها الدافئ له يرفع مناعته، لافتًا إلى أن الأطفال عامة والرضع خاصة والمسنين ومدمني المخدرات والكحوليات والمدخنين هم أكثر الفئات عرضة لنزلات البرد.

وتابع قائلا: "إن نيكوتين التبغ يزيد من خفض درجة حرارة الجلد خاصة مع تعاطى الخمور، حيث تقلل منتجات التبغ من حركة الدورة الدموية في الجلد وتؤخر محاولات تدفئته، فيما يعطى الكحول انطباعا كاذبا بالدفئ، ويسبب اتساع الأوعية الدموية بالجلد ويزيد من نقص الحرارة، وكذلك مادة الكافيين الموجودة في المنبهات والتي يمكنها أن تسبب زيادة سرعة ضربات القلب وهذا يسرع تأثير البرد على الجسم".

وحذر بدران، من الانخفاض الشديد في درجة حرارة الجسم لأنه يهدد الحياة، ويحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، مشيرا إلى أنه إذا لم تتوفر الرعاية الطبية على الفور يتم التحرك لأقرب مكان دافئ، وتدفئة الشخص المصاب بارتداء الملابس الدافئة والجافة واستخدام الأغطية، وتناول السوائل الدافئة، وتجنب شرب الكحول والكافيين، لأنهما يؤديان إلى سرعة فقدان درجات الحرارة".

وشرح خبير المناعة والحساسية، أعراض انخفاض حرارة الجسم التي تتدرج حسب الشدة، تشمل الارتعاش، والتنفس ببطء، والارتباك، وفقدان الذاكرة والنعاس والإرهاق وصعوبة الكلام، وفقدان التنسيق بين العضلات والتعثر في المشى وبطء النبض وفقدان الوعي في الحالات الشديدة.

وأكد زيادة معدلات الإصابة بنوبات الربو وحدتها في فصل الشتاء بالنسبة لمرضي الربو، وأوضح أن هناك نوعين من التحديات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو في فصل الشتاء، الأول منهما الاضطرار لقضاء المزيد من الوقت في داخل المنزل، والثانى الإصابة بمضاعفات البرد عند الخروج في الأجواء الباردة.

وأشار إلى أنه عند برودة الجلد خاصة (القدمين والرقبة )، تضيق الأوعية الدموية في الأنف والحلق مما يسبب انخفاض تدفق الدم وانكماش الدورة الدموية في الأنف، الأمر الذي يعرض الغشاء المخاطى للأنف لقلة الدم الدافئ والأكسيجين ووصول المغذيات والخلايا المناعة، وخفض درجة حرارة الأنف، موضحًا أن بطء حركة الدم يخفض كفاءة الأهداب التنفسية التي من طبيعة عملها طرد الفيروسات الغازية، وبالتالى تتمكن الفيروسات من الاستيطان والتكاثر، مشددا على أن تأثير الجفاف فى الأهداب التنفسية أقوى من تأثير البرد ذاته.

وقال بدران، إن الذين تزيد لديهم معدلات الإصابة بنزلات البرد في الجهاز التنفسى العلوى تبرد أنوفهم أكثر بكثير من الأشخاص العاديين، وأن انخفاض درجة حرارة الغشاء المخاطى للأنف كفيل بإيقاف عمل الخلايا الأكولة المناعية، ويسمح لفيروسات البرد بالتكاثر وبمعدلات أفضل، حيث تعد درجة 33 درجة مئوية الدرجة المثلى لتكاثر فيروسات الأنف، موصيا بتغطية الأنف والرقبة بصورة مستمرة خلال المرور في الشوارع الباردة وارتداء الجوارب خاصة ليلا.

وتابع، أن قلة إفراز المخاط بالأنف يؤدى إلى جفاف المجارى الهوائية وتأثرها وظيفيا، ومع التعرض للأتربة خاصة في مرضى الحساسية الصدرية، يتم إنتاج المخاط بكثرة وتتغير طبيعته، منوها إلى أن إخراج المخاط الزائد والبلغم يعد وسيلة دفاعية مناعية لحماية الجسم، كما أن السعال وسيلة دفاعية ميكانيكية لطرد الأجسام الغريبة والإفرازات التي تعوق المجرى الهوائي لخارج الجسم فتجعل الجهاز التنفسى نظيفا متسعا، ولهذا فإنه من الأهمية شرب الماء والسوائل الطبيعية خاصة الدافئة، لرفع محتوى الماء في المخاط مما يساعد على ترطيب الهواء خلال مروره بالمجارى الهوائية.

ووصف بدران، المخاط بأنه فخ مناعى للجسيمات الغريبة التي تحاول مهاجمة الجسم عن طريق الأنف للزوجته وقدرته العالية على لصق واصطياد الجسيمات الغريبة كالغبار والميكروبات، ولاحتوائه على مضادات ميكروبية طبيعية، بعضها يساعد على تدمير البكتيريا الغازية، وكذلك احتوائه على "إنزيم اللايسوزيم"، المضاد للجراثيم، والذي ينتشر في سوائل وإفرازات الجسم، بما في ذلك الدموع واللعاب، ووظيفته تمزيق مكونات الجدار الخلوى للبكتيريا، مما يجعلها سهلة التدمير·

ودعا إلى الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة الغنية بفيتامين سى، حيث تتربع الجوافة على عرش تلك الأغذية ثم الكيوي الأصفر والأخضر والفلفل الملون والفراولة والبرتقال والليمون والثوم والبصل الأخضر، والإمتناع عن التدخين السلبى والإيجابى، وتناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التي تباعد بين فترات حدوث أزمات تحسسية، وشرب شاى الأعشاب الطبيعية خاصة الزعتر والبردقوش والتيليو وورق الجوافة.

ووضع بدران خارطة للوقاية من آلام العضلات والمفاصل خلال فصل الشتاء، بارتداء ملابس كافية، وممارسة الرياضة في المنزل، ومداومة الأعمال المنزلية واللعب مع الأطفال، استخدام الدرج بدلا من المصعد، والقيام بتمارين خفيفة أثناء مشاهدة التليفزيون.
الجريدة الرسمية