رئيس التحرير
عصام كامل

هل تتفكك البنوك مع الصعود الجنوني للبيتكوين (تحليل)

فيتو

امتلأ العالم ضجيجا بالعملات الرقمية حتى أصبحت حديث الساعة في الأوساط الاقتصادية والمالية لما تمثله من أهمية كبيرة خاصة تلك التي تتعلق بتقنية البلوكشين والتشفير وتكنولوجيا الثقة الموزعة "distributed trust technology".


ويعمل الابتكار الجديد على عدم الحاجة إلى مؤسسات وسيطة أو طرف ثالث مثل البنوك والشركات الكبيرة وأسواق المال والمحاكم وغيرهم.

انبعاث الثقة
تعمل الابتكارات التكنولوجية على انبعاث ثقة تمكن من توزيع السلطة بعيدا عن المؤسسات المركزية إلى تلك التي لديها قوة أقل.

لكن تتخلى السلطات النقدية والبنوك المركزية عن نفوذها وقوتها بسهولة لأنها تؤدى إلى تدمير الاقتصاديات لذلك بدأت في مناقشات عديدة لوضع صيغة لمحاربة تلك الثقة الموزعة لما تمثلة من تهديد وتنافس للعملات الرقمية القومية للدولة.

تعريف البتكوين
في جلسة نقاشية داخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وتحت عنوان "النقود الرقمية الآثار الاقتصادية والمخاطر المحتملة" عرف محسن عادل نائب رئيس البورصة "بتكوين" بأنها "عملة معماة ونظام دفع عالمي يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، أبرزها أن هذه العملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط.

وأضاف أنها أول عملة رقمية لا مركزية؛ فهي نظام يعمل دون مستودع مركزي أو مدير واحد، أي إنها تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها.

كيفية الأداء
يشير "عادل" إلى أن المعاملات تتم بشبكة "الند للند" بين المستخدمين مباشرة دون وسيط باستخدام التشفير، ويتم التحقق من هذه المعاملات عبر الشبكة وتسجيلها في دفتر حسابات موزع وعام يسمى سلسلة الكتل، واخترع البيتكوين شخص غير معروف عرف باسم ساتوشي ناكاموتو وأُصدِر كبرنامج مفتوح المصدر في عام 2009.

ويتم إنشاء البيتكوين كمكافأة لعملية تعرف باسم التعدين، ويمكن استبدالها بعملات ومنتجات وخدمات أخرى.

فقاعة كبيرة
يقول نائب رئيس البورصة المصرية: إن عملة البيتكوين مثل الفقاعة الكبيرة لكن يجب على البنوك المركزية والمؤسسات المالية على مستوى العالم أن يضعوها في الاعتبار خاصة في ظل المتغيرات الحاصلة وثورة التكنولوجيا الكبيرة، منوها بأن هناك سلبيات كبيرة تواجه عملة البيتكوين وهي عدم وجود هُوية من ابتكرها مما يثير الشكوك رغم وجود أشخاص ادعوا أنهم من قاموا بها.

تاريخ سري
واعتبارا من فبراير 2015، اعتمد أكثر من 100 ألف تاجر وبائع البيتكوين كعملة للدفع، وتشير تقديرات بحوث جامعة كامبريدج إلى أن عام 2017، شهد وجود ما بين 2.9 إلى 5.8 ملايين مستخدم يستعمل محفظة لعملة رقمية، ومعظمهم يستخدمون البيتكوين.

من جانبها تقول الدكتورة نجوى سمك أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن العملات الرقمية أعطت الضوء الأخضر للبنوك المركزية على مستوى العالم للتفكير كثيرا حول أهمية العملات الرقمية في المستقبل، مشيرة إلى أنه مع وجود رفض شبه جماعي عالميا لعملة البيتكوين إلا أن دولا مثل ألمانيا رحبت بها بنية فرض ضرائب على العمليات المستخدمة، لافتة إلى أن البنك المركزي المصري حذر من استخدام البتكوين.

وتابعت: إن للبيتكوين إيجابيات وهي أن العمولة ضعيفة على إرسال واستقبال البيتكوين، مقارنة بعمولات البنوك الإلكترونية بالنسبة للعملات الحقيقية.

مخاطر عالية
خلود حسن محلل إستراتيجي بوحدة غسل الأموال وتهريب السلاح، قالت: إن البتكوين يحمل مخاطر عالية ولعل أهمها تسهيل عمليات غسل الأموال بسرية المعاملات فمن الممكن أن تسهل عمل تجار الأسلحة والممنوعات، والقيام بعمليات تبييض الأموال.

عملات أخرى
عملة البيتكوين ليست هي المسيطرة على ساحة العملات المشفرة لكن ظهرت عملة أخرى وهي الأثيريوم التي انتشرت بقوة في الفترة الأخيرة وحققت شهرة عريضة، وهي عبارة عن عملة مشفرة تتمتع بمميزات إضافية وتوفر تطبيقات عديدة أخرى، حيث تتميز بالعقود الذكية التي تستخدم محفظة التطبيقات المخزنة للتفاوض وتسهيل العقد والفائدة من هذه العقود هو أن محفظة "بلوك تشين" blockchain توفر وسيلة لا مركزية للتحقق منها وإنفاذها.

مستقبل مختلف
وهناك أكثر من سيناريو مختلف لمستقبل سوق العملات بشكل جماعي، حيث لا يمكن إغفال دور العملات الرقمية فمن غير المنطقي أن تستحوذ العملات الرقمية على السوق ككل فطالما أن هناك بنوك مركزية فإنها ستحافظ على عملاتها الخاصة، ومن غير المعقول أيضا إقصاء العملات الرقمية لأن العديد من المؤسسات المالية الرئيسية بدأت بشكل تدريجي في إدراك الأمر.

قفزات متتالية
وقفزت قيمة العملة الافتراضية البتكوين إلى أعلى سعر متجاوزة 14 ألف دولار خلال 24 ساعة فقط، كسرت حاجز الـ12 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها منذ 9 سنوات، متجهة نحو 13 ألف دولار، رغم المخاوف الأمنية والخصوصية بشأنها، لكن تبين بحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل، أن مجموعة قراصنة سرقوا نحو 62 مليون دولار من قيمة العملة الرقمية، حيث تسبب بلوغ العملة إلى 12 ألف دولار، في قفز القيمة إلى مستوى قياسي بلغ 14 ألف دولار أمريكي.

أموال المودعين
في الوقت الذي تقوم بة مجموعات الهاكرز باختراق البنوك التجارية وسرقة أموال المودعين ترتفع البتكوين إلى 40 ألف دولار، كما تبدأ بعض الدول قبول الأموال الرقمية كوسيلة رسمية للتداول مما يصل بسعر البيتكوين إلى 100 ألف دولار و2021 ويظل يرتفع مع تفكك البنوك إلى أن يسجل مليون دولار في 2028.
الجريدة الرسمية