رئيس التحرير
عصام كامل

«المزمار البلدي».. فن قنا الأصيل في قلوب رجاله (صور)

فيتو

تتباين آراء الباحثين في الفن الشعبي بشأن تاريخ المزمار، ما بين قائل بأنه يعود إلى عهد الفراعنة، وآخرون يرجعون تاريخه إلى دول أفريقية، وفي محافظة قنا يحتل مكانة مميزة لارتباطه بالتراث الصعيدي ومختلف المناسبات.


ولهذه الآلة الموسيقية العديد من العازفين يتمركز أغلبهم في قرى مركزي قوص وقفط جنوب المحافظة، وهما من أقدم العازفين على مستوى الصعيد، وكان عزف المزمار عادة متوارثة بين أبناء قنا فجميع العازفين تعلموا العزف من خلال أجدادهم وآبائهم، ولم يذهب أحد منهم إلى مدرسة متخصصة في ذلك.

ومن أقدم عازفي الآلة "قناوي بسيط"، شيخ عازفي المزمار الذي قارب عمره 86 عامًا وجال العديد من الدول الأوروبية والعربية بحفلات لاقت إقبالا كبيرا.

يقول الشيخ قناوي لـ«فيتو»: تعلمت هذه المهنة منذ كنت في عمر صغير جدًا من خلال الحفلات والمناسبات التي كنت دائم الحضور فيها مع والدي والفرقة التي كان يعمل بها، وهذه الآلة تعليما من الآلات الصعبة جدًا وتحتاج مهارات أثناء النفخ لوقت طويل.

وتابع: "زي اللي بيغطس تحت الميه.. ويأخذ نفس طويل" ونفس الشيء الذي يعزف على المزمار يجب أن يمرن نفسه على النفخ ليتمكن من الآلة ويستطيع التحكم فيها بسهولة وهذا يستغرق وقتًا طويلًا ولذا نجد أن عدد عازفي الآلة قليل وأغلبهم من قنا.

وعن جولاته الخارجية قال الشيخ قناوي: سافرت إلى عدة بلدان أوروبية وعربية والاستقبال يكون في الخارج أكبر بكثير لعدم وجود هذه الآلة أو العازفين عليها فكثير من العروض تأتي الينا من الخارج، ورغم كبر سني لا أزال أمارس هذه المهنة وأعتبرها حياتي التي لا أتركها إلا حال مفارقة الدنيا"، مشيرا إلى أنه شارك في بعض الأغاني وعدد من تترات المسلسلات التي حملت الطابع الصعيدي، وقد ورَّث المهنة لأبنائه بعدما كوَّن فرقة خاصة به تجوب العالم.

أصغر عازف مزمار
ويستكمل أحمد الزمار "أصغر عازف مزمار": تعلمت هذه المهنة من والدي، وأسعى إلى إتقان هذا الفن وتكون هناك أماكن متخصصة لتعليمه، خاصة أن القنائيين هم الوحيدون الذين يستأثرون بنصيب الأسد في العزف على هذه الآلة.

وأردف: أريد تكوين فرقة خاصة بي مستقبلا بعدما أتقن هذا الفن على أكمل وجه، وهناك العديد من العازفين المهرة وشيوخ في هذه المهنة أريد التعلم منهم، وجميعهم يسعون إلى تعليم الشباب هذا الفن الذي يحظى بشهرة واسعة في "الصعيد الجواني"، وحاليًا يتم الاستعانة بفرق المزمار في المناسبات والحفلات العامة ونأمل المشاركة في جميع الحفلات والمناسبات لتمثيل مصر بصورة مشرفة، مطالبًا بضرورة الحفاظ على هذا التراث الشعبي الأصيل.
الجريدة الرسمية