رئيس التحرير
عصام كامل

رجال حول السادات.. عثمان أحمد عثمان «المقاول الصديق».. وسيد مرعي «وزير الإصلاح»

الرئيس الراحل السادات
الرئيس الراحل السادات

لكل حقبة رجالها، ولكل ملك رجاله الذي يحاول بهم تعضيد أواصر حكمه وتثبيت دعائم أركان سياسته، فالملك يحتاج إلى أهل الثقة الذين يساعدونه في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية، والملوك في اختيار رجالهم أنواع، إلا أن صاحب الشخصية القيادية يحتاج إلى من يمده بالنصيحة الصادقة والمشورة العادلة، ويبسط الحقائق أمامه دون تفريط أو تهويل.. الحديث عن رجال الرئيس الأسبق أنور السادات.


• عثمان أحمد عثمان.. المقاول صديق الرئيس
قالت عنه جدته إنه صاحب "اليد الخضراء" وذلك لأنه كان يحب أن يزرع حديقة البيت، أصبح بين عشية وضحاها أحد أفراد الدائرة الضيقة للرئيس السادات لصنع القرار، وشهدت حقبة سبعينات القرن العشرين سطوع نجم عثمان أحمد عثمان، وازداد نفوذه السياسي، ولتوطيد علاقته بالسادات تزوج ابنه محمود من إحدى بنات "السادات".

ونجح عثمان أحمد عثمان في إقناع الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمشروع الصالحية لتعمير الصحراء، والصالحية الجديدة تقع في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وافتتح مشروع "الثروة الخضراء"، وتم تعيين حسين عثمان شقيق "عثمان" مشرفًا على المشروع بدرجة نائب رئيس وزراء.
لعب "عثمان أحمد عثمان" دورًا كبيرًا في التقريب بين الإخوان والجماعات الإسلامية إبان حكم الرئيس الراحل السادات، وأكد للسادات أن ذلك يعد أقوى رد على التيارات اليسارية والناصريين في تحقيق هدفه في القضاء على أسطورة جمال عبد الناصر.

ومع الوقت تحول الصديق "عثمان أحمد عثمان" من مقاول إلى مستشار الرئيس ولعب دورا بارزا ومؤثرا على المستويين السياسي والاقتصادي وذلك بعد أن أصبح وزيرًا ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وعضوا بارزًا في الحزب، ورئيسا للمجموعة البرلمانية لمحافظة الإسماعيلية وأمينا للحزب الحاكم.
وقال عنه السادات: "هو الإنسان الوحيد الذي عندما يرى أمرا لا أراه، ولا أملك إلا أن أسلم برأيه!"

• حافظ إسماعيل.. رجل المفاوضات الأول
قيل عنه أنه رجل الاستثناءات في مواقف الأزمات، وفي خضم حرب أكتوبر 1973 رفض فكرة وقف إطلاق النار وأبلغ بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في اجتماع حضره الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل.

ويقول هيكل: يبدو أن حافظ إسماعيل كان قد تحمل فوق طاقته، ووجد ما تصور الآن أنه فرصة مناسبة ليقول رأيه، وبطريقته في الأداء واختيار الألفاظ قال بصوت يبدو فيه التأثر: (سيادة الرئيس، ليس هناك ما يدعونا إلى هذه العجلة، أنا أخشى أن يكون إخواننا العسكريون قد أعطوا سيادتك صورة مبالغة في تشاؤمها. وأنا أسلم أن الموقف خطر، ولكنني أعتقد بأمانة أن القوات قادرة على مواجهته»، وهنا تدخل السادات وقطع حديثه، ولم يمنحه فرصة استكمال كلامه، وهمّ واقفًا نصف وقفة في مقعده، وصاح فيه: «جرالك إيه يا حافظ؟، أنت رجل عسكري يا حافظ، وتعرف أن احتياطك الإستراتيجي خلص يا حافظ».

جاء السادات رئيسا للبلاد ومصر مثقلة بهموم النكسة، ولم الشمل العربي وسياسة الوفاق، بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية والسوفيتية آنذاك ومنع تزويد المنطقة بالسلاح، في رغبة منهم في "تمييع المواقف" وإبقائها في حالة اللاسلم واللاحرب، وفي خضام هذه المناوشات أدار حافظ إساعيل بصفته مستشار للأمن القومي جانبًا مهمًا من الاتصالات السرية مع الجانب الأمريكي، وأرسل هينري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي وقتها رسالة إلى السادت أن يختار من يمثله لإجراء مباحثات مباشرة مع أمريكا، فكان "إسماعيل" الأنسب لهذه المهمة، ودار بينهما لقائين سريين، الأول كان في 25 فبراير 1973، والثاني في 20 من مايو 1973، وتناولت المباحثات عدة قضايا على رأسها المشكلة الفلسطينية، حيث أصر حافظ إسماعيل على أن السلام النهائي مع مصر رهن بحلها.

وكان إسماعيل صارما في قراراته ويوجه إنذارات شديدة اللهجة، ويؤكد أنه لن يتم قبول أي تسوية ما لم تكن في صالح الأمة العربية.
وفي عام 1974 عينه السادات سفيرًا لمصر لدى الاتحاد السوفيتي، ثم سفيرًا لمصر لدى فرنسا عام 1976 حتى عام 1979، وبعده اختفى رجل الأسرار والشخصية الحديدية، ولم يظهر في مناسبة عام 1993 عندما تم تكريمه من قِبل معهد الدراسات الدبلوماسية، حتى توفي في 30 أكتوبر 2008.

• سيد مرعي.. وزير الإصلاح
يرجع تاريخه إلى العصر الملكي عندما كان عضوا بمجلس الأمة، ثم وزيرًا للإصلاح الزراعي ووزيرًا للزراعة، ونائبا لرئيس الوزراء في عهد عبد الناصر، ثم رئيسًا لمجلس الشعب في عصر السادات وأخيرا مساعدا للرئيس السادات، وكان معنيًا بتطبيق قانون الإصلاح الزراعي.
كان أحد المقربين من الرئيس الراحل أنور السادات، وصهرا له أيضا حيث تزوج ابنه حسن من نهى ابنة السادات.
وأثناء حرب أكتوبر 1973 كُلف سيد مرعي بمهمة الاتصال بالعرب من أجل البترول.
وفي 18 يناير 1977، اندلعت تظاهرات أطلق عليها "انتفاضة الخبز"، وبدأت القصة عندما صدر قرار بإلغاء الدعم فانطلقت الاحتجاجات مرددة هتافات: «سيد مرعي يا سيد بيه.. كيلو اللحمة بقى بجنيه»، وكان سيد مرعي من أثرياء مصر وقتها، وكان يمتلك مزرعة لتربية الثعالب.
الجريدة الرسمية