«15 أسرة مهددة بالموت في عقار فيصل».. سقوط شاب حاول استخدام المصعد من الطابق العاشر.. لجان معاينة تثبت أن المبنى آيل للسقوط.. والأهالي: «مش عارفين نروح فين.. وتدخل المحافظ حلم نتمناه
تحولت حياة 15 أسرة في عقار آيل للسقوط بفيصل إلى حيرة بالغة، فلا هم يجدون مسئولا ينقذهم بتدخل يضمن لهم توفير مساكن بديلة، ولا يملكون أموالا لشراء شقق جديدة، فباتوا وكأنهم في انتظار موت يرون أنه محقق بعدما أصبح العقار آيلا للسقوط، في مشاهد مأساوية كان آخرها دخول شاب إلى مصعد العقار من الطابق العاشر ليسقط إلى الطابق الأرضي، ويتعرض لإصابات بالغة.
ألم متواصل
«فيتو» التقت الأسر قاطني العقار ليرووا تفاصيل معاناتهم، فيقول مصطفى محمود، طالب بكلية حقوق: مكثت 30 يومًا في أحد المستشفيات أتألم من العذاب بعد تعرضي لواقعة مأساوية داخل العقار المتهالك.
وتابع بصوت منخفض من شدة الألم: "منذ ثلاثة شهور كنت بالشقة وفي الساعة الواحدة والنصف صباحًا في يوم الواقعة طلبت والدتي إحضار مستلزمات للمنزل من السوبر ماركت وعندما فتحت باب الشقة وتوجهت نحو باب الأسانسير وسط الظلام الدامس".
حادث مأساوي
وأضاف «مصطفى» أنه أثناء ضغطه على الزر رقم 10 للمصعد كانت الطامة الكبرى فلم يصعد رغم إضاءة الزر، وفتح الشاب باب المصعد فلم يجده فوقع أرضًا من الدور العاشر حتى الدور الأرضي محاولًا إنقاذ نفسه بإمساك حبل المصعد ولكن لم يستمر كثيرا وسقط، ما أدى إلى تمزق يده بالطول، وبعد ذلك فقد الوعي وتم نقله إلى مستشفى الهرم.
الخضوع للجراحة
أجرى «مصطفى» مجموعة عمليات في قدميه مع تركيب مسامير وبعض الأجهزة وظل في المستشفى أكثر من شهر تحت الرعاية الصحية من المنتظر أن يجري عملية أخرى في قدمه اليمنى، ثم انتقل إلى منزله مرة أخرى ليستكمل باقي العلاج مع متابعة الطبيب، مؤكدًا أن العمليات تكلفت ما يقرب من 13 ألف جنيه، بالإضافة إلى أن مستقبله التعليمي انهار تمامًا بعد رفض الجامعة تأجيل السنة الدراسية.
شكاوى دون رد
ومن ناحية أخرى، يعاني باقي سكان العقار من تزايد الشروخ بجدران وحداتهم السكنية، وقدموا عدة شكاوى للمسئولين لبحث مشكلاتهم وأكدت منال حافظ، من سكان العقار، أنها اشترت وحدتها السكنية عام ٢٠٠٣ ولم تظهر الشروخ بجدرانها إلا عام ٢٠٠٩، وأن السكان يعتقدون أنها مجرد شروخ بسيطة، ولكن اكتشفوا أن العيوب بالشقق تجاوزت هذه المرحلة، حيث إن الحديد يعاني من الصدأ والتآكل.
تصدعات ملحوظة
واستكملت: «حاسة أن العمود اللي في الشقة رمل وأسمنت بس» وأوضحت أنها قامت بإجراء صيانة لشقتها، ولكن لم تجدِ نفعًا ولم تفلح أعمال الترميم فظلت سنوات تنتظر أي تدخل من الحي أو من الجهات المسئولة ولكن دون رد رغم علم محافظ الجيزة بحالة العقار.
غش مواد البناء
بينما قالت منى، وهي من سكان العقار أيضًا وموظفة في المركز القومي لبحوث الإسكان: "بالعربي كده.. العمارة «مايلة» فيها غش في مواد البنا وده مش كلامنا ده كلام كل اللجان اللي شافت العمارة".
وأكدت أن السكان تقدموا بعدة شكاوى إلى المركز القومي لبحوث الإسكان، الذي أرسل متخصصين في مجال الخرسانة والمواد لمعاينة العقار، فضلا عن المركز الهندسي بمحافظة الجيزة الذي عاين العمارة أيضًَا وكذا المتابعة الميدانية بالمحافظة والحي وجميعهم اتفقوا على أن العمارة خطر على الأرواح والمارة.
كلام على الورق
وواصلت: إن كل القرارات التي تم اتخاذها بشأن العقار مجرد "ورق رايح وورق جاي وجميعها حبيسة الأدراج" ولا يعرف السكان عنها شيئًا، واتهمت المسئولين بأن كل ما يفعلونه "تستيف ورق" لإخلاء مسئوليتهم إذا انهار العقار، مؤكدة أنها ستستمر في إرسال الشكاوى ولم تيأس.
لقاء المحافظ
وأردفت: حاولنا مقابلة محافظ الجيزة ولكنه لا يقابل مواطنين، وأطالب النيابة بالتحقيق مع صاحب العقار الذي غش المواطنين، وعبرت عن حزنها من وضعها الحالي قائلة: "إحنا دفعنا دم قلبنا في الشقق ومالناش مكان تاني"، ومتبهدلين وبنام على الأرض".. تحويشة عمرنا كلها ضاعت".
قلة الحيلة
وقال سيد جاب الله: "إحنا مش عارفين نعمل إيه"، "أنا مش عندي بديل وكذلك باقي السكان وإحنا مش عارفين نروح فين"، مؤكدا أن كل من رحلوا من السكان لديهم بدائل للمعيشة.
وأضاف أن أصحاب الأبراج ينتظرونها حتى تنهار ليقولوا قضاء وقدر، فالشروخ بالعقار تزداد وهو يعلم ذلك ويرفض إخبار السكان بذلك حتى لا يزيد همهم كما أن محله بالعقار مصدر رزقه وليس لديه أي بديل لذا يرفض الإفصاح عن تمدد الشروخ.
ويتكون العقار من 15 طابقًا، وعندما تشاهد العقار من بعيد تلاحظ ميله على العقار المجاور له، في مشهد ينتظر تصرف مسئولي محافظة الجيزة الذي بات حلمًا لسكان العقار.