أزمة نقص علاج الشلل الرعاش تكشف مافيا احتكار الأدوية.. صيدلي: 24 اسما تجاريا لـ«سينمت» ولا ينتج غير دوائين.. «الصحة»: النقص عالمي.. ضخ الإنتاج في أول مارس.. وتوفير 29 ألف عبوة من ا
لا تزال أزمة نقص الدواء مستمرة، فبعد أزمة عدم توفير البنسيلين لمرضى الحمى الروماتيزمية، ظهرت أزمة دواء "سينمت" لمرضى الشلل الرعاش، وعلى الرغم من تسجيل عدد من المستحضرات في وزارة الصحة لإنتاج المستحضر وبدائله، إلا أنه لا يتوفر سوى مستحضر واحد تعرض للنقص في السوق.
كارثة
وأكد الصيدلي هاني سامح، أن أزمة نقص دواء سينمت، وهو دواء يخفف من أعراض مرض الشلل الرعاش (باركينسون) تعتبر كارثة لوزارة الصحة.
وأضاف أن هناك 24 اسما تجاريا احتكاريا لدواء مثيل للمستحضر الناقص، ولا يتم إنتاج إلا اثنين فقط منهم، رغم أن المركزية للصيدلة تمنع أكثر من 2000 شركة من إنتاج هذا الدواء، وكل هذا تحت سمع وبصر وزارة الصحة.
وذكر سامح أن مستحضر "سينمت" غير متوفر في الأسواق العالمية، ووفقا لإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، سيتم إنتاج تشغيلة منه في يناير المقبل، ونقصه يعود لأسباب تتعلق بتأخير التصنيع في شركة الإنتاج مع زيادة الطلب، مشيرا إلى توافر بدائل عديدة للمستحضر في السوق الأمريكي لشركات أخرى.
وأضاف أن هناك 24 اسما تجاريا للمادة الفعالة كاربيدوبا ليفودوبا، وهم سينمت بتصنيع إيطالي، وبسعر 24 جنيها، وليفوكار من شركة الفامون وبسعر 26.5 جنيها، وشاتوو من شركة إيجيفار وبسعر 16.8 جنيها.
المثائل
وأكد أن باقي المستحضرات صورية بدون تواجد فعلي ومجرد حجز واحتكار الاسم التجاري بصندوق المثائل وهذه المستحضرات هي: "كاربوليف من شركة الرازي تصنيع جدكو، وكارلودوبا بلس من شركة أكتوبر، وبسعر 40 جنيها، وكونراين من شركة الرازي بسعر 11 جنيها، وإيندوليفا من شركة ريميديكا تصنيع أكتوبر بسعر 8 جنيهات، وهوكستيف من شركة كلافيتا تصنيع هوكستر بسعر 40 جنيها".
وأوضح أن من ضمن المثائل كارينوبا تصنيع الدبيكي بسعر 10 جنيهات، وليفوكاردوبا تصنيع النصر قطاع أعمال بسعر 14 جنيها، LEVOCARCELONE للشركة الدولية تصنيع الدبيكي، بسعر 50 جنيها، وParkicontrol لشركة المتحدة الدولية تصنيع النصر قطاع أعمال بسعر 14 جنيها، وPARKIDOPA لشركة الأندلس، بسعر 22 جنيها، STALEVO لشركة نوفارتيس الأجنبية، تصنيع أوريون فنلندا، وStalipark لشركة بنتافارم، بسعر 40 جنيها.
وذكر سامح أن دواء سينمت أو المادة الفعالة كاربيدوبا ليفودوبا متوفرة في الهند بكثرة، وذلك بسبب الإرادة والتخطيط الإستراتيجي للهند ومواجهتها لمافيا الدواء العالمية، وكل هذا حولها إلى صيدلية للعالم الثالث وأحد مصادر الدواء الرئيسية في العالم، وأضاف أن سعر المستحضر في الهند نحو 4 جنيهات مصرية.
وأشار إلى أن وزارة الصحة تستمر في نظام البوكسات الاحتكاري، والذي يقصر ملكية وإنتاج واستيراد الصنف الدوائي على إثني عشر شركة فقط من أصل 2000 شركة دواء، وكذلك عدم اتخاذ وزارة الصحة قرارا واحدا بنقل ترخيص أي مستحضر دوائي غير متداول بوفرة من الشركة المتسببة بالنقص إلى الشركات الأخرى مع تحريك الدعوى الجنائية ضدها.
استيراد المستحضرات الناقصة
وطالب سامح بفتح باب استيراد المستحضرات الناقصة على مصراعيه وبشروط مخففة لكل الشركات والاكتفاء بأن يكون الدواء مسجلا بدول ذات مصداقية عوضا عن نظام التسجيل المصري الروتيني القاتل، والذي يستهلك في المتوسط خمس سنوات للحصول على ترخيص بتداول المستحضر الدوائي.
كما طالب بتنفيذ العقوبات الواردة بالمادة العاشرة من قانون تنظيم استيراد وتصنيع الدواء، والتي تفرض عقوبة الحبس لخمس سنوات، على كل متلاعب بتسعير وتوفير الدواء وعلى كل ممتنع عن بيع الدواء وإنتاجه أو تربح من بيعه ما يزيد عن الربح الرسمي.
وقال سامح إن أحد الأطراف الأساسية في لعبة نقص الأدوية هي مافيا الدواء والصناعة، وذلك لتعمدها ابتزاز الدولة رغبة في إقرار الزيادة لأسعار الدواء وطالب بالتصدي لهم بسيف القانون طبقا للمادة 345 من قانون العقوبات.
من جانبه، أكد الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، إن أزمة توفير عقار "Sinemet" لمرض الشلل الرعاش مشكلة طارئة عالميا بسبب تغيير الأكواد الخاصة بالمواد الخام في البلاد المنتجة للمادة الخام.
وأشار إلى أنه تم إيقاف إنتاج المادة الخام وسوف تتطلب تلك اللازمة 3 شهور لحلها، لافتا إلى أن وزارة الصحة اتخذت إجراءات بالبحث عن بدائل العقار لتوفيرها منها "ليفوكار"، مؤكدا أنه تم التعاقد على كميات جديدة منها 29 ألف عبوة، سوف يفرج عنهم في 28 ديسمبر الجاري، يتم توزيعها في صيدليات الشركة المصرية لتجارة الأدوية.
وشدد على انتهاء تلك الأزمة وعودة استيراد المواد الخام لعقار "السينمت" في أول مارس المقبل.