عصام سلطان "نائب عام"
أظن أن معظم أبناء الشعب المصرى، المضحوك عليه، يعلم حقيقة ما يحاك من مهازل ضمن سيناريو "مذبحة قضاة مصر" الحالية، على أيدى "وجيه" المشهد السياسى الكريه؛ السلطان عصام.
معركة الإخوان والقضاء الدائرة حاليا تعيد سيناريو مذبحة 1969 على أيدى الزعيم جمال عبد الناصر، بعد أن وشى حواريوه بالقضاة، بما يفيد أنهم ضد المكاسب الاشتراكية لثورة 1952!!
أما المذبحة التى انتوى "إخوان مصر" تنفيذها للقضاة، ليست سوى فصل هزلى من أطماع بعض الممثلين الذين أجادوا الخروج على "المرشد" يومًا، ثم إذا اعتمر الأخير تاج السلطان، هرول إليه الخوارج مرة أخرى، مقبّلين الأيدى والرأس، ومنهم السلطان عصام، الذى ربما لاحت له فكرة أن يكون نائبًا عامًّا لدولة الإخوان.
أعتقد أن هذه الفكرة راودت السلطان عصام، فقرر حبك السيناريو الخاص بها، ذات يوم وهو على طاولة مطعم سمك متوسط الفخامة فى المقطم، حيث يحل أحيانا وصفيه أبو العلا ماضى ضيوفًا على الدكتور محمد محسوب، وكان القرار: تمهيد الطريق لدخول سلك القضاء بالتعيين، بعد أن ينجح حزب الوسط فى تمرير مشروع القانون المخزى، لتكون مكافأة المرشد له مقعد النائب العام لدولة المقطم، متناسيًا المثل الشعبى "عشم إبليس فى الجنة"، وأحسبه ليس إبليسًا، ولا دولة الإخوان جنة.
العجيب أن المذبحة التى انتوى الإخوان تنفيذها بحجة "تطهير القضاء" ما هى إلا إعادة لواقعة نفّذها عدو لدود لهم، هو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لكن الأخير فعل فعلته الشائنة ـ وهى من أخطائه التاريخية الموثقة ـ
بعد أكثر من 15 عامًا من تتويجه رئيسًا للجمهورية، بعد ثورة صنعها مع زملائه الضباط الأحرار، أما حكومة الإخوان فلم يمر عليها سوى أقل من عام، من ثورة صنعت فى الخارج ـ أقولها الآن بلا مواربة، صنعت بالتنسيق مع الإخوان، الذين لم يوقّعوا على اتفاقيتها إلا بعد ضمان وصولهم للحكم بمساعدة أمريكا وإسرائيل، بدليل أنهم لم يمتطوا ظهر الأحداث إلا بعد أن لاحت لهم تباشير نجاح الخطة، وذلك بحلول يوم 28 يناير.
كان عبد الناصر زعيمًا ثوريًّا، لذا كانت قراراته الثورية تنبع من وطنية خالصة، وإن كانت انطوت على أخطاء فادحة، وأهم أخطائه، عدم نجاحه فى استئصال حركة الإخوان المسلمين استئصالًا جذريًّا.
أما ما نحن بصدده حاليا فلا يمثل سوى "افتكاسة" من زعيم "مفتكس"، طويل القامة، وسيم الوجه، "شيك" وليس "شلولخ"، اسمه عصام سلطان، حسبناه يوما خطيبًا للثورة، فوجدناه يسقط مرة واحدة فى خانة "نديم" الإخوان، بعد أن صدقه أبناء دمياط وأهدوه مقعدًا فى البرلمان المنحل.
ما إن صدّق السلطان عصام نفسه، حتى رشح نفسه لرئاسة البرلمان المغشوش، وكنت أتمنى فوزه، وبدا أن التمثيلية كانت محكمة لقبوله دور "دوبلير" تتكسر عظامه أمام "دونكيشوت" الجماعة الدكتور الكتاتنى.
بسرعة فائقة استغل السلطان عصام حب الشعب الغلبان، فتصدى غير مشكور وبدون تكليف من جماعة الإخوان، كخادم مجانى، لمبارزة الفريق أحمد شفيق فى مبارة ممجوجة، طرفها الأول هارب من عدم عدالة محاكم التفتيش الحالية، والثانى أداة فى أيدى زبانية المحاكمات الانتقامية.
أعتقد أن شعب مصر سينجح هذه المرة فى التصدى للسيناريوهات الرخيصة التى تستهدف القضاء، ويكفى أن السلطان عصام قد تمكن من إحراز أهداف سلبية فى نفسه، ليخسر كل ما كسبه بالزيف، جوار رفيقه أبو العلا ماضى، الذى يبحث أيضًا عن مدخل خلفى للعودة إلى جماعة الإخوان.
اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا.
barghoty@yahoo.com