رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا وبخت سامية جمال حارس مدفنها؟

 سامية جمال
سامية جمال

جمعت بين الملامح الغربية وخفة دم وروح بنت البلد المصرية وأرادت أن يكون لها أسلوب خاص بها في الرقص، حيث مزجت بين الرقص الشرقي والغربي، كما ركزت على تقديم حالة من الانبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات في الخلفية في الوقت الذي اعتمدت فيه أغلب راقصات عصرها على أسلوب الرقص الشرقي التقليدي.


أوصت قبل وفاتها أن يخرج جثمانها في هدوء من سلم الخدم، ووبخت حارس مدفنها الذي اشترته عندما مرضت وشعرت بدنو الأجل، لأنه كتب عليه "مدفن الفنانة سامية جمال" وطلبت منه أن يكتب اسمها مجرد بدون ألقاب، ورغم ما قاسته في حياتها من الحرمان وقلة المال إلا أنها كانت عزيزة النفس حيث رفضت عرض أحد أمراء الخليج أن يهدي لها جناحًا خاصًا في أحد الفنادق لتقيم فيه، كما رفضت العديد من المساعدات المالية في فترة مرضها.

ولدت الفنانة سامية جمال في 27 فبراير 1924، في محافظة بني سويف، واسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ.

بدأت سامية جمال حياتها الفنية في أوائل الأربعينيات مع فرقة بديعة مصابني حيث كانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي عام 1943 بدأت بالعمل في مجال السينما، حيث شكلت ثنائيًا ناجحًا مع الفنّان فريد الأطرش في عدة أفلام وقدمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال مجموعة أفلام رائعة.

تزوجت سامية جمال في بداية حياتها الفنية من شاب أمريكي يدعى عبد الله كينج، وفي الخمسينات تزوجت من الفنان رشدي أباظة زواجا طويلا استمر حتى وفاته وقامت سامية جمال بتربية ابنته قسمت في الشقة التي تركها لهما رشدي أباظة، ويقال إنها قد أحبت الفنان فريد الأطرش حبا كبيرا إلا أن إصرار فريد على عدم الزواج منها وضع حدا لهذا الحب وعاش هو حياته بدون زواج.

اعتزلت سامية جمال الفن والأضواء في أوائل سبعينيات القرن العشرين، لكنها عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينيات بدعوى من الفنان سمير صبري وربما لحاجتها إلى المال، ثم عاودت الاعتزال مرة أخرى حتى وفاتها.

تسبب حرص سامية جمال في المحافظة على رشاقتها أن تبتعد عن الطعام وتكتفي بالخضراوات والزبادي لتصاب بالأنيميا وهو ما أدى لدخولها المستشفى قبل أربعة أشهر من وفاتها حيث كانت تعاني هبوطا حادا في نسبة الهيموجلوبين بالدم، وتوفيت في 1 ديسمبر 1994 بعد غيبوبة دامت ستة أيام بمستشفى مصر الدولي.
الجريدة الرسمية