رئيس التحرير
عصام كامل

المياه الجوفية تهدد «اللابرانت» أبرز آثار الأسرة الـ 12 بالفيوم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قصر اللابرانت أو كما يطلق عليه الأثريين "قصر التيه"، يعد أحد أهم آثار الدولة الوسطى والأسرة 12 التي كان عصرها من أزهى عصور مصر وكانت عاصمتها الفيوم.


ويعتبر اللابرانت من أهم مكونات منطقة هرم هوارة التي تضم هرم الملك امنمحات الثالث، الذي يعتبر معجزة في تصميمه الداخلى وممراته وحجرة الدفن الملكية الرائعة، وبابه يفتح إلى الجنوب حتى غطاؤه الطينى، اختاروه وقتها كرمز للرخاء وخصوبة الأرض وفرة الإنتاج من المحاصيل الزراعية، والأسرة الـ 12 كانت أكثر أسر الفراعين اهتماما بالزراعة.

وتضم منطقة هوارة أيضا مقبرة الأميرة نفرو بتاح التي تزين قلائدها الذهبية والفضية النادرة قاعات المتحف المصرى إلى جانب مجموعة فريده من مقابر النبلاء والبسطاء بطرزها المختلفة.

ويقول الدكتور نبيل حنظل الخبير السياحي: إن أطلال قصر اللابرانت "معبد أمنحتب الثالث" عنصر هام ونادر في المجموعة المحيطة بهرم هوارة، ويلقي عناية واهتماما خاصا، وقيل عن اللابرانت، أنه لو وضعت كل آثار روما في كفه ووضع اللابرانت في كفة لرجحت كفته.

كما اتفق العديد من الكتاب على أن هذا المعبد كان يفوق كل المعابد المصرية القديمة من حيث المساحة والنقوش والتصميم المعماري وعدد التماثيل التي كانت قائمة به، كما ذكر سترابو Strabo بأنه أعظم من كل المباني اليونانية.

ويضيف حنظل: أن المؤرخ اليوناني هيرودوت، أطلق عليه اسم اللابيرانت تشبيها له بقصر اللابيرانت الذي كان قائما في جزيرة كريت.

وتقول عنه الكتب إن البناء كان يضم 12 بهوًا مسقوفا، ستة منها تتجه شمالًا وستة تتجه جنوبًا، ولها بوابات تقابل الواحدة الأخرى، ويحيط البناء جدار واحد، كما كان يوجد بالمبنى 3000 غرفة نصفها تحت الأرض، وبها ضريح الملك ومومياوات التماسيح المقدسة والنصف الأخر على سطح الأرض، لم يتبق منها إلا بعض أعمدة ولم يكشف عن الطابق السفلى بعد.

والمنطقة بمكوناتها جديرة بأن تلقى عناية خاصة لأهميتها التي ستتضاعف، إذا حاز المكان على اهتمام المسئولين، ولقي عملا جادا وسريعا يحل مشاكله.

وأكد الخبير السياحي: أن أهم المخاطر المحيطة بقصر اللابرنت، التهديد المستمر من المياه الجوفية المتسربة من ترعة عبدالله وهبي القريبة منه، والزراعات المحيطة، وتتسبب المياه الجوفية في تدمير الطابق السفلي من اللايرنت وتهدد الهرم بالسقوط، وقد تفقد مصر أثرا هاما من أثارها النادرة.

كما أن المنطقة مهددة بالزحف العمرانى لعمائر دمو التي لا يراعى في تصميماتها أو لمساتها الجمالية انها تطل على اثر فرعونى هام وأنها يجب أن تراعى شخصية وتتناغم وتتفق مع طابع وتاريخ المكان.

وتابع الدكتور نبيل أن المنطقة في حاجة لاستكمال التنقيب عن باقى اثارها، حتى يتم الكشف عن الطابق السفلى لللابرنت، وباقى المقابر المحيطة وإعداد مقبرة نفرو بتاح للزيارة.

كما تحتاج إلى إعداد خط السير الواصل إليها بالرصف والإنارة تجهيز الطريق بالعلامات الإرشادية والمعلومات والخرائط الشارحة وربط طريق الهرم بمقبرة نفرو بتاح.

وإذا تم تجهيز المكان لاستقبال الزيارة يجب أن تنشئ الدولة مشروع متطور للتعريف بآثار المنطقة وأهميتها بها وتنشيط وتسويقها خارجيا وداخليا.

وطالب الخبير السياحي نبيل حنظل، بأن يتم إنشاء مركز للزوار يقدم المعلومة الكافية بالصورة والفيلم والمطبوعات والمجسمات الكبيرة، كافيتريا ومتحف موقع يضم ما تسفر عنه الحفائر في مناطق آثار الدولة الوسطى.
الجريدة الرسمية