رئيس التحرير
عصام كامل

محمد بن سلمان يكشف المستور في قضايا الفساد.. الأمراء المعتقلون يفضلون المصالحة.. المملكة تحصد 100 مليار دولار من العقوبات.. خامنئي «هتلر جديد» وترامب الرجل المناسب.. وادعاءات استغلال سلطتي &

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

في أولى التصريحات التي أطلقها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حول تحركاته الأخيرة لمحاربة الفساد في السعودية، كشف لصحيفة "نيويورك تايمز" أن جميع ممثلي النخبة السعودية الذين اعتقلوا للاشتباه بفسادهم، فضلوا تسوية وديّة مع الدولة بدلًا من إحالتهم للقضاء.


تسوية ومصالحة
وقال ولي العهد السعودي للصحيفة الأمريكية، إنه تم عرض مواد ونتائج التحقيقات على جميع المحتجزين، مرفقة باقتراحين: إما إحالة هذه التحقيقات إلى المحاكم وفتح قضايا جنائية بناء عليها، أو إبرام اتفاق مصالحة وديّة، والطريف في الأمر أن 95 % من المتهمين وافقوا على الخيار الثاني.

وأضاف: "نحو 1% فقط (من المحتجزين) تمكنوا من إثبات براءتهم وتم وقف التعقبات والتحقيقات بحقهم، ونحو 4% قالوا إنهم غير مذنبين، وسوف يستعينون بمحاميهم للدفاع عنهم".

روحاني وترامب
وهاجم ولي العهد السعودي، الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووصف المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي بـ"هتلر الجديد"، الذي لا يمكن التسامح معه.

وقال الأمير في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز إن المرشد الأعلى الإيراني هو هتلر جديد في الشرق الأوسط، مضيفا: "استخلصنا درسا من أوروبا أن سياسة الاسترضاء لا تجدي نفعا، ولا نريد أن يكرر هتلر إيران في الشرق الأوسط ما حدث في أوروبا".

ورأى بن سلمان أن السعودية وحلفاءها العرب يتبنون بالتدريج تحالفا لمواجهة توسع إيران في المنطقة، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه الأمير بأنه "الرجل المناسب في الوقت المناسب".

وأشار الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، خلال حواره مع بن سلمان، أن الأمير تجنب الخوض في التحركات الغريبة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، واكتفى بالتشديد على أن الحريري، وهو مسلم سني، ولن يواصل منح غطاء سياسي لحكومة لبنانية يسيطر عليها حزب الله بشكل أساسي، الذي يأتمر بأوامر من طهران.

وفيما يتعلق بالحرب في اليمن، أصر الأمير محمد أن الأحداث تسير لمصلحة الحكومة الشرعية المدعومة سعوديا، التي تسيطر على 85% من أراضي البلاد، بحسب الأمير، وأضاف ولي العهد السعودي، في سياق حديثه عن ضرورة التصدي لإيران في المنطقة، أن الأمر الأهم هو ما تفعله السعودية في الداخل لبناء قوتها واقتصادها.

100 مليار

وأكد الأمير، أن نحو 100 مليار دولار ستؤول إلى الخزينة السعودية من دفع التعويضات عن الفساد، إذا اختار الأمراء المعتقلون المصالحة بدلا من المحاكمة، وهو ما يعادل تقريبًا مقدار الضرر الذي لحق بالمالية العامة السعودية من جراء الفساد الذي مارسته هذه النخبة في البلاد.

وأوضح خلال حوار أجراه مع فريدمان، أن ادعاءات استغلاله سلطته للقضاء على منافسيه من أسرته ومن القطاع الخاص خاصة تزامنه مع مرض والده الملك سلمان بن عبد العزيز، هي جميعها افتراضات سخيفة.

وأشار إلى أن العديد من المحتجزين البارزين في فندق ريتز كانوا قد أعلنوا بالفعل ولاءهم له ولإصلاحاته، وأن أغلبية العائلة المالكة تؤيده بالفعل.

وبرر حملته لمواجهة الفساد قائلا: "لقد عانى بلدنا الكثير من الفساد منذ عام 1980 حتى اليوم، وبحساب خبرائنا فإن ما يقرب من 10% من إجمالي الإنفاق الحكومي كان يتم اختلاسه وسرقته عن طريق الفساد كل عام، من أعلى المستويات إلى أسفل الهرم، وعلى مر السنين أطلقت الحكومة أكثر من حرب على الفساد وفشلت جميعها، لأنها كلها بدأت من أسفل الهرم إلى أعلاه".
الجريدة الرسمية