رئيس التحرير
عصام كامل

3 أسباب وراء دعم السودان لإثيوبيا في قضية سد النهضة.. الاستثمارات وخطوط السكك الحديد كلمة السر في موافقة «الخرطوم».. حل مشكلة الكهرباء وعد «ديسالين» لـ«البشير».. و«ش

 إبراهيم غندر
إبراهيم غندر

«طرح غير دقيق»، كانت تلك هي الكلمات التي استخدمها سامح شكري وزير الخارجية المصري وهو يرد على نظيره السوداني إبراهيم غندر بخصوص ما أثاره الأخير عن حصة مصر في مياه نهر النيل.


وأضاف سامح شكري في تصريحات صحفية أن السودان يستخدم كامل حصته من مياه النيل والمقدرة بـ18.5 مليار متر مكعب سنويا منذ فترة طويلة، قائلا «إنه في سنوات سابقة كانت القدرة الاستيعابية للسودان لتلك الحصة غير مكتملة، وبالتالي كان يفيض منها جزء يذهب إلى مجرى النهر بمصر بغير إرادتها وبموافقة السودان وهو ما كان يشكل عبئا وخطرا على السد العالى نتيجة الزيادة غير المتوقعة في السعة التخزينية له، خاصة في وقت الفيضان المرتفع، الأمر الذي كان يدفع مصر إلى تصريف تلك الكميات الزائدة في مجرى النهر أو في مفيض توشكى خلف السد دون جدوى»


وكان إبراهيم غندوى وزير خارجية السودان، زعم منذ أيام في تصريحات صحفية، أن القاهرة تستحوذ على نصيب الخرطوم من مياه نهر النيل، لافتًا إلى أن سد النهضة سيحفظ نصيب السودان.

حجة واهية
وبعيدًا عن تلك الحجة الواهية التي فندها خبراء المياه، يبقى السؤال لماذا تؤيد السودان إثيوبيا في مشروع سد النهضة وما هي مكاسبها من وجهة نظرها في هذا المشروع الذي اختار من أجله أن تقف ضد مصر.


أمن قومي
في عام 2013 أكد عمر البشير أن بلاده موافقة على قيام سد النهضة الإثيوبي وذلك لتحقيق مكاسب اقتصادي كبرى من قيام السد، مشيرًا إلى أن السد سيكون له فوائد كبرى ستعود على دول المنطقة بما فيها مصر نافيا ما تردد حول وجود مضار له على الدول المحيطة به.

شيك على بياض
لم يكن كلام عمر البشير مرسلًا ففي أبريل من العام الجاري زار رئيس الوزراء الأثيوبي «ديسالين» الخرطوم، ليعلن عن إمداد السودان بالكهرباء التي تريدها وبأسعار أرخص من المتداولة وبتسهيلات في السداد فاقت خيال السودانيين، وفق صحف سودانية، موضحًا أن مشروع سد النهضة للتنمية الأفريقية.

ويعتمد «ديسالين» في تصدير الكهرباء على سد النهضة المفترض أن ينتج 6400 ميجا وات من الكهرباء سنويًا ما دفع أديس أبابا إلى توقيع اتفاقيات تصدير كهرباء لبعض الدول الأفريقية مثل أوغندا وأخيرًا السودان.

الخبر جاء بشرى للسودانيين الذين يعانون أزمة حقيقية في انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، أدت إلى خروج بعض المواطنين في احتجاجات في العاصمة السودانية بالخرطوم.

السكك الحديدية
«ديسالين» أوضح أيضًا أن مشروع السكك الحديدية الذي يربط بين إثيوبيا والسودان سيتم إطلاقه قريبًا، خاصة أن السودان خصص ميناء لإثيوبيا في إطار التكامل الاقتصادي بين البلدين.

خسائر السودان
ورغم أن السودان دولة مصب وقيام سد النهضة يحرمها من حصتها الكاملة من مياه نهر النيل، إلا أن ذلك لا يشكل خطرًا على الخرطوم التي لديها ما يكفيها من الاحتياجات المائية إذ أن الأمطار السنوية فيها تكفيها، ما يجعل مشروع سد النهضة لا يسبب ضررًا لها.

مكاسب ظاهرية
من جانب آخر أكد الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الأفريقية، أن مكاسب السودان من سد النهضة «ظاهرية»، لافتًا إلى أنه في حالة انهيار السد ستكون هي أول المتضررين.

وأكد «شراقي» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن كل دولة تبحث عن مصالحها، وهو أمر لا يعيب لكن يجب النظر إلى تلك المصالح بعين ثاقبة، خاصة أن مشروع سد النهضة مهدد بالانهيار في أي وقت وفقًا للدراسات، ما يعني أن الاستثمار فيه مهدد بالخسارة.
الجريدة الرسمية