رئيس التحرير
عصام كامل

لبنان يحتفل بعيد الاستقلال تحت الحصار.. «بروفايل»

فيتو

يحتفل اللبنانيون في 22 نوفمبر من كل عام بعيد الاستقلال، غير أنه لم يكتمل إلا بانسحاب القوات الفرنسية من لبنان في 31 ديسمبر 1946، ويعد يوم 22 نوفمبر هو تخليد لذكرى حكومة الاستقلال الوطنية التي ناضلت عشية إطلاق سراح رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح من الاعتقال في 1943 وتسليم فرنسا بمنح لبنان الاستقلال التام.


استقبال الحريري

وخلال احتفالات الاستقلال اليوم التي رفرفت فيها الأعلام اللبنانية في كل مكان هناك، كان اللقاء الأول بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، والذي شهد سلاما حارا، عقب وصول الحريري أمس الثلاثاء إلى بيروت، بعد 3 أسابيع من تقديم استقالته المفاجئة من العاصمة السعودية الرياض.

وتزامت الاحتفالات بالاستقلال مع رغية قوى إقليمية لفرص حصار على لبنان، ترقى إلى درجة الوصاية على بيروت.

بداية القصة
تعود بداية قصة الاستقلال إلى انتهاء الحرب العالمية الأولى، أعلن الشريف حسين بن على قيام الدولة العربية التي تضم كل البلاد العربية المحررة من العثمانيين. وبحسب اتفاقيات حسين مكماهون، كان على المنطقة التي تضم لبنان الحالي أن تتبع المملكة العربية الجديدة. وبنفس الوقت، انتدبت فرنسا لحكم لبنان بحسب اتفاقية سايكس-بيكو. وطلب من شعوب المنطقة تحديد مصيرهم فيما بينهم. في هذه الحالة، طلب مسيحيو لبنان تأسيس دولة مستقلة بحماية فرنسية.

مفاوضات مع فرنسا
رفضت الحركة الوطنية السورية والزعماء الذين يمثلونها من السياسيين المسلمين في لبنان الاعتراف بالكيان اللبناني، وفي مطلع الثلاثينيات جرت مفاوضات بين هذه الحركة والحكومة الفرنسية، واشترطت فرنسا في هذه المفاوضات تسليم الحركة الوطنية السورية الكيان اللبناني مقابل توقيع معاهدةٍ تعترف فرنسا بموجبها باستقلال سوريا ولبنان. قبل الممثلون عن الحركة هذا الشرط، الأمر الذي أدى إلى حدوث تصدعٍ في صفوف (الوحدويين) وهم السياسيون المسلمون في لبنان.

وشهدت الفترة الممتدة من عام 1930 حتى عام1943، تبلور صيغة طلاب الاستقلال، كبشارة الخوري ورياض الصلح وغيرهما، حتى تحوّلت هذه الصيغة إلى ما يعرف بـ(الميثاق الوطني اللبناني)، والذي بُني على أساس المعادلة التالية: للحصول على الاستقلال يجب على المسيحيين التنازل عن مطلبهم بحماية فرنسا لهم، في المقابل يجب أن يتنازل المسلمون عن طلبهم في الانضمام للداخل العربي – السوري.

تعديل الدستور

في بداية الحرب العالمية الثانية وبعد أن سيطرت فرنسا على المراكز الحساسة مما جعل الحكومة اللبنانية سنة 1943 تتقدم إلى المفوضية الفرنسية مطالبة بتعديل الدستور بما ينسجم مع الأوضاع. 

وكان هذا الطلب بدعم من البريطانيين الذين حكموا فلسطين والأردن والعراق.

 وفي 21 سبتمبر من السنة نفسها فاز بشارة الخوري بالانتخابات وأصبح رئيسًا للجمهورية وألف حكومته رياض الصلح وأعلنوا الاستقلال التام وحولت مشروع تعديل الدستور إلى المجلس النيابي.

 وأعتبر هذا القرار تحديا ساخرًا للمفوض السامي مما جعله يأمر بتعليق الدستور وأرسل ضباطًا إلى رئيس الجمهورية فاعتقلوه مع رئيس وزرائه وبعض الوزراء والزعماء الوطنيين مثل عادل عسيران، كميل شيمون، عبد الحميد كرامي وسليم تقلا وحجزوهم في قلعة راشيا. عندها قام وزير الدفاع الوطني آنذاك الأمير مجيد أرسلان ورئيس مجلس النواب صبري حمادة والوزير حبيب أبو شهلا باجتماع مصغر في قرية في جبل لبنان هي بشامون وألفوا حكومة مؤقتة ورفع العلم اللبناني الذي تكون من ثلاثة أقسام الأحمر، الأبيض وفي الوسط ضمن اللون الأبيض شجرة أرز خضراء.

 وقد أدى هذا النضال إلى استقلال لبنان بتاريخ 22 نوفمبر 1943، وبعد ذلك دعم لبنان نفسه بمشاركته بتأسيس هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 وجامعة الدول العربية سنة 1947.
الجريدة الرسمية