سور وآيات القرآن الكريم التي كان يقرأها النبي في اليوم والليلة
الاقتداء بالرسول الكريم من الأمور التي حث عليها الشرع الحنيف وقد كان صلى الله عليه وسلم يداوم على قراءة سور وآيات القرآن الكريم في اليوم والليلة وبرغم ذلك فإن الكثيرين منا يجهلون حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفون إلا الغزوات وبعض السير ويجهلون أنه صلى الله عليه وسلم كان يداوم علي قراءة سور ؤآيات القرآن الكريم في اليوم والليلة.
ونستعرض سور ؤآيات القرآن الكريم التي كان يقرأها النبي في اليوم والليلة.
فضل قراءة القرآن
رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحض أمته على تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه فقد روى البخاري (4937)، ومسلم (798) - واللفظ له - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ).
وروى البخاري (5027) عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ).
سور ؤآيات القرآن الكريم التي كان يقرأها النبي في اليوم والليلة
ورد في السنة القولية أو الفعلية مما ثبتت تلاوته بالليل والنهار من سور وآي القرآن الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من تلاوة القرآن بالليل والنهار، ويطيل الصلاة بالليل، حتى ربما قرأ في الركعة الواحدة البقرة وآل عمران والنساء، كما رواه مسلم (722).
سورة الملك
وقد ثبت أيضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ كل ليلة قبل أن ينام: سورتي السجدة والملك حيث روى الترمذي (2892) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ "، وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي ".
سورتا الإسراء والزمر
- وكذا كان لا ينام حتى يقرأ سورة الإسراء وسورة الزمر: حيث روى الترمذي (3405) عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الزُّمَرَ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ "، وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي ".
قراءة المعوذات
- وأما المعوذات:فروى البخاري (5017) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ".
- كما كان صلى الله عليه وسلم يحث على قراءة المعوذات دبر كل صلاة:
فروى أبو داود (1523) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ "، وصححه الألباني في " صحيح سنن أبي داود ".
- وكذا حث على قراءتها في الصباح والمساء:
فعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( قُلْ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) رواه الترمذي (3575) وصححه، وأبو داود (5082). وصححه النووي في " الأذكار " (ص107)، وحسنه ابن حجر في " نتائج الأفكار " (2/345)، والألباني في " صحيح سنن الترمذي ".
سورة الكافرون
وورد أيضا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة الكافرون: فروى أبو داود (5055) عن فروة بن نوفل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل: ( اقرأ " قل يا أيها الكافرون " ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك )، وصححه الألباني في " صحيح سنن أبي داود ".
قراءة المسبحات
كما كان صلى الله عليه وسلم يقرأ المسبحات وهي سور : (الْحَدِيدَ) وَ (الْحَشْرَ) وَ (الصَّفَّ) وَ (الْجُمُعَةَ) وَ (التغابن).“ تفسير القرطبي”.
حيث روى الترمذي (5057) عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ الْمُسَبِّحَاتِ قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ، وَقَالَ: ( إِنَّ فِيهِنَّ آيَةً أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ )، وهذا حديث ضعيف، ضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي ".
قراءة آية الكرسي
- وأما آية الكرسي فروى البخاري (3275) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ الحَدِيثَ -، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ ).
وكان صلى الله عليه وسلم يحث على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة:
فروى النسائي في " السنن الكبرى " (9848) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ ).
قال ابن القيم رحمه الله:" وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ أبي أمامة، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَفِيهَا كُلِّهَا ضَعْفٌ، وَلَكِنْ إِذَا انْضَمَّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، مَعَ تَبَايُنِ طُرُقِهَا وَاخْتِلَافِ مَخَارِجِهَا، دَلَّتْ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ لَهُ أَصْلٌ وَلَيْسَ بِمَوْضُوعٍ.
وَبَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا أبي العباس ابن تيمية قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَنَّهُ قَالَ: مَا تَرَكْتُهَا عَقِيبَ كُلِّ صَلَاةٍ ".
قراءة خواتيم سورة البقرة
- وأما الآيتان من آخر سورة البقرة:
فروى البخاري (4008)، ومسلم (807) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ البَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ ).
قال النووي رحمه الله:
" قِيلَ: مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: مِنَ الشَّيْطَانِ، وَقِيلَ: مِنَ الْآفَاتِ، وَيَحْتَمِلُ مِنَ الجميع "
قراءة أواخر آل عمران
وأما أواخر آل عمران عند الاستيقاظ:
فروى البخاري (992)، ومسلم (763) عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: ( أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وَهِيَ خَالَتُهُ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ وِسَادَةٍ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ - أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ - فَاسْتَيْقَظَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ).