رئيس التحرير
عصام كامل

التواصل عن بعد.. هل تخشى الكنيسة مواجهة المعارضين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسعى الكنيسة للحوار مع شعبها باستخدام العديد من الوسائل المتاحة، أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت أحد أهم عناصر التواصل في عالمنا الحالي، لكن البعض اعتبر حديث مسئولي الكنيسة من خلف الشاشات «هروب» من مواجهة الغاضبين، أو الناقمين على قرارات القيادة، وتكاسلها تجاه قضايا مهمة مثل «الأحوال الشخصية».


مواجهة الكنيسة للمعارضين، أصبحت ضرورة تطور خلالها استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث تواجه القيادات الكنسية سيل من الانتقادات من حين لآخر، دون مواجهة حقيقة، بل تكتفي ببعض تصريحات متناثرة على الصفحات الرسمية التابعة للكنيسة، في الوقت التي يحتاج فيه الشباب لمن «يطبطب» عليهم، حتى لا تخسر الكنيسة كوادر المستقبل، وطاقة قادرة على النهوض وتطوير كل ما هو جامد.

وابتعدت الكنيسة عن «الإنسان»، وغابت فكرة التلاحم مع روحه الإنسانية، والتعرف عن قرب على انطباعاته، واكتفت بالتوجيه، والتحذير، عن بعد، لكن السؤال هنا «لماذا تلجأ الكنيسة للتواصل عبر مواقع التواصل.. بدل من الاجتماعات المباشرة؟».

ففي إيبارشية أسيوط، لجأ الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، للتواصل مع شعب «عاصمة الصعيد» عبر برنامج «إجابة من القلب»، ليجيب على أسئلة شعب الكنيسة، التي يتلقاها عبر برنامج مخصص للأسئلة، وتذاع حلقات البرنامج مصورة على الصفحة الرسمية لكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل في أسيوط.

فيما أطلقت لجنة العقيدة والإيمان بأسقفية الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برنامج «كبسولة دفاعية» للرد على تساؤلات الشباب القبطي حول العقيدة ومحاربة الفكر الإلحادي المخالف للعقيدة المسيحية، ويذاع البرنامج أيضا أسبوعيا على الموقع الرسمي للأسقفية، كما يقدم البرنامج مباشر على الصفحة الرسمية لأسقفية الشباب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

فيما يرى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أن مواقع التواصل الاجتماعي قناة مهمة لإرسال تعاليم الله وحفظ الرعية والتواصل معهم، ودشن حساب خاص على «فيس بوك»، يتابعه أكثر من 23 ألف شخص، وأعلن البابا في أكثر من مناسبة، أنه يتابع موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ويناقش الشباب ويرد على رسائلهم.

كما أطلق البابا مشروع تدريب ألف معلم كنسي المعروف باسم «جدد أيامنا كالقديم»، ويبث مباشرة على «فيس بوك»، وتنقل أيضا صفحة «المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية» عظة البابا بتقنية فيس بوك لايف.

وانتشرت الصفحات والبرامج الخاصة بالكنيسة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لم تضبط قيادة كنسية واحدة تجري حوارا مباشرا أو لقاء جاد وجها لوجه مع الشباب، اللهم غير لقاء واحد عقده البابا تواضروس مع المعارضين، وحاز على إشادة واسعة من الجميع، لكنه لم يكرره مرة أخرى.

من جانبه قال الكاتب والباحث سليمان شفيق، إن الكنيسة رغم التطور الهائل الذي حدث في تركيب وتكوينه الإكليروس من حملة الشهادات العليا ودراسات أعلى، والانفتاح الكبير على الخارج، الذي بدأه قداسة البابا الراحل شنودة الثالث، إلا أن الكنيسة ما زالت تعيش في عصر الثورة الصناعية، وعصر البخار، ولم تصل إلى عصر الثورة التكنولوجية.

وأضاف في تصريحات لـ«فيتو»، أن الكنيسة لا تمتلك أي حداثة في إدارتها، أما فيما يخص التواصل فهناك قاعدة أكبر من الحداثة والتطور وهي أن «ابن الطاعة تحل عليه النعمة»، والغريب أنه في الوقت الذي يحاول الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقيم علاقة مباشرة مع الشباب، نجد الكنيسة تكتفي بالمتابعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والبادرة الوحيد هي لقاء البابا مع الشباب المعارض، وكانت مبادرة جيدة، لكنها لم تستمر على مستوى القاعدة.

وأكد «شفيق»، أن الأساقفة الذين يعيشون تحت ضغط هم الأكثر تواصلا مع «شعب الكنيسة»، مثل الأنبا مكاريوس، في إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، والأنبا بفنوتيوس، أسقف سمالوط، في إيبارشيات إسنا والأقصر، وأسيوط، وغيرها، وذلك عكس الكنائس في المناطق الراقية الأكثر رفاهية.

وأوضح «شفيق» أن التواصل المباشر بين الكهنة والشباب قضية وطنية، تنهي سلبية الشباب القبطي، كما أن الكنيسة لن تستفيد بهذه الطريقة من طاقة الشباب، فيما يفقد الوطن شباب يأس ويفضل الهجرة عن العيش في بلده.

وأكد أن الكنيسة بحاجة شديدة إلى التعليم، فمشكلة التواصل تكمن في أن الكهنة غير مدربين على مواجهة المختلفين معهم.
الجريدة الرسمية