رئيس التحرير
عصام كامل

«التسول» أقصر طريق للثراء السريع.. 50 ألف متسول في مصر نصفهم أطفال.. 600 جنيه و3 وجبات كنتاكي حصيلة «حسن» من استجداء المارة.. 1100 جنيه يومية الشحاذ في السويس.. والعاهات المصطنعة م

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعدادهم لا تحصى ولا تعد فكل يوم في زيادة نَراهم يجوبون الشوارع طوال الليل والنهار بملابس مهلهلة، ندبات في الوجه وبعض أجزاء الجسم، الطين والتراب يغطي أيديهم مع بعض آثاره على ملامح الوجه، أفواههم تردد جملة واحدة «حَسنة يا آنسة- نص جنيه عاوز أجيب فطيرة أكلها» هيئتهم تجعلك تتعاطف معهم فتعطيهم «الحسنة» رأفة بهم، لكن ليس كل ما تراه تصدقه، فهؤلاء الأطفال يجمعون في اليوم الواحد ما يجنيه البعض في شهر!


25 ألف طفل متسول

ووفقا لدراسة حديثة لمركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن ظاهرة التسول منتشرة في مصر، وتزداد وتنشط بقوة في «رمضان»؛ بسبب الاستعداد النفسي للمسلمين لعمل الخير في هذا الشهر المبارك.

وذكرت الدراسة، أن مصر يوجد بها 50 ألف متسول، 50% منهم من الأطفال أي ما يقارب من 25 ألف طفل متسول في العاصمة وحدها، وغالبا هؤلاء يستخدمون أو يعملون تحت قيادة شخص معين يديرهم من خلف الستار؛ مؤكدة أن بيزنس التسول يصل إلى مليار جنيه في هذا الشهر فقط.

عاهات مصطنعة

وأكدت دراسة حديثة لعام 2016، أجراها قسم بحوث الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية، عن المتسولين في الشوارع وتوظيف الأمراض في التسول، أن نسبة 18.4 % من الأطفال المتسولين في الشوارع مصابين بعاهات يستخدمونها كوسيلة لنجاحهم في مهمتهم منهم 87 % أحدثت لهم عاهات مصطنعة، بينما كان 38.6 % من الكبار "رجال ونساء" مصابين بعاهات يمارسون بها التسول، منهم 51.8 % ذوي عاهات مصطنعة بفعل فاعل أو نتيجة إهمال علاجهم فيها، وأن نسبة 60.2 % من المتسولين يتسولون بجانب العمل، ومعظم هؤلاء من فئات الأطفال والشباب ولذلك فإن نسبتهم في التسول كبيرة بالمقارنة بالفئات العمرية الأخرى.

وتطرقت الدراسة إلى دوافع التسول موضحة أن أهمها استجابة لأوضاع الفقر، والتوقف عن العمل واللجوء إلى التسول والتفرغ له لأنه الأسهل في الكسب والحصول على المال، مؤكدة أن 51.9 % من أسباب التسول يرجع إلى الحاجة إلى المال، و29 % بسبب الجوع و21.2 % بسبب البطالة.

600 جنيه يوميا

«بكسب 600 جنيه في اليوم.. وباكل الـ3 وجبات من كنتاكي» بهذه الكلمات بدأ الطفل حسن محمد أحد المتسولين حديثه، موضحا أنه في الشارع منذ عمر الحادية عشر، مضيفا: «والدي بائع جرايد، وكنت أدرس لكني تركت المدرسة».

وقال خلال لقائه ببرنامج «مساء dmc» تقديم الإعلامية إيمان الحصري: «لما أكون زهقان من الشارع أرجع البيت والعكس، وأحيانا أبيع وردا في الشارع »، مضيفا: «أتناول طعامي 3 وجبات من مطاعم كنتاكي، بدون مقابل يوميا».



اقرأ: أمهات يؤجرن أبناءهن لتدبير احتياجاتهم


«يومية حسن» لا تقارن بحصيلة «ابن شادية»، ففي يونيو 2017، ألقت مباحث الآداب بمديرية أمن السويس، القبض على عدد من المتسولين من بينهم مجموعة من الأطفال.

وذكرت «شادية.م» إحدى المتهمات بالتسول أمام النيابة، أنها تصطحب طفلها كل يوم أثناء التسول بالقطار، موضحة أنها تجلس في إحدى العربات بينما تترك طفلها يتسول من الركاب ويتحصل في اليوم الواحد على 1100 جنيه.

وكشفت شادية، أنه يتم الاتفاق بين السيدات والرجال الذين يقومون بالتسول على الأماكن التي يتواجدون بها في شوارع السويس حتى لا تحدث معركة أو أزمة بينهم خلال العمل بالشوارع، وأنهم يعتبرون شهر رمضان موسما لهم داخل شوارع المحافظة، خاصة أن الصائمين يتعاطفون معهم خلال نهار رمضان.

تابع: ضبط تشكيل عصابي لاستغلال الأطفال الرضع في التسول بالإسكندرية


تأجير المتسول

ولتسول الأطفال وجه آخر يتمثل في تأجير الأطفال المعاقين للمتسولين مقابل مبلغ مالي، ففي مارس 2017، ألقت مباحث مترو الأنفاق، القبض على «ف.ع»، التي تتسول داخل محطة مترو المعادي، باستخدام طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، يعاني من بتر الذراع اليمنى وبالأنف، بجانب إعاقة بالعين اليسرى، وطفل آخر يدعى «م.ه» تقريبا في نفس العمر.

وكشفت التحقيقات أن الطفل المعاق ليس ابن السيدة المتسولة، بل يتبع سيدة تدعى «ع.ح» (42 سنة)، وحضرت لاستلامه بعد أن قدمت شهادة ميلاده للنيابة، واعترفت أنها قامت بتأجيره للسيدة المتسولة مقابل 300 جنيه يوميًا، قائلة: «أهوه بيجيب مصاريفه».

وأمر اللواء قسام حسين مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية وتحرير المحضر اللازم.
الجريدة الرسمية