بالفيديو..«تسول الأطفال» معاناة إنسانية في الشرقية..«تقرير»
أطفال في عمر الزهور لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات وربما أقل، يحملون هموما فاقت أكتافهم الهزيلة تلخصت أحلامهم أن يعيشوا مثل أقرانهم بالالتحاق بالمدارس للتعلم والحياة الكريمة وأن يصبحوا منتجين في المستقبل إلا أنهم وقعوا فريسة لعديمي الضمير من عصابات التسول والإنسانية الذين استغلوهم لحصد الأموال والإنفاق على ملذاتهم، وفي محافظ الشرقية أصبح تسول الأطفال ملحوظا بالطرق العامة والشوارع.
يقول محسن عيد موظف، أحد أهالي الشرقية: "إن ظاهرة استغلال الأطفال في التسول منتشرة بصورة مفزعة في جميع مراكز ومدن وقرى الشرقية؛ فأصبحنا نرى الأطفال يتسولون في محطة القطارات والمؤسسات الحكومية والمواقف العمومية والمستشفيات والمقاهي وسط غياب تام للأمن وجمعيات حقوق الطفل".
وأضافت نادية العوضي طبيبة بيطرية: "المصري معروف عنه بأنه عاطفي جدا وهو ما تم استغلاله من قِبل أصحاب القلوب الميتة الذين يستخدمون الأطفال بطريقة غير إنسانية في التسول من استغلال مشاعر الناس لجمع مبالغ مالية كبيرة ينفقونها على شهواتهم وملذاتهم".
وتابعت فاطمة محمد، مقيمة بالشرقية، "أن كثيرا من الأطفال خاصة قاطني المناطق العشوائية، الذين فقدوا العائل الوحيد للأسرة "الأب" ولا تستطيع أمهاتهم الإنفاق عليهم ويعيشون تحت خط الفقر، لم يجدوا أمامهم سوى الشارع كحل أخير للحصول على المال لشراء الطعام وتوفير متطلبات أسرهم ومصروفاتهم بطرق مختلفة.
وحمّل إبراهيم ندا بائع متجول، الحكومة مسئولية تسول الأطفال قائلا: "لو المسئولون في بلدنا ورجال الأعمال الذين يمتلكون المليارات ويصرفون أموالهم على المؤتمرات ولاعبي الكرة والمسلسلات والأفلام الهابطة والمظاهر الكذابة كان عندهم ضمير وإنسانية وعملوا على تحسين الظروف الاجتماعية لأسر هؤلاء الأطفال المتسولين بتقديم مساعدات مالية ورواتب شهرية للعاجزين لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن".
ويرى تامر صبحي محامٍ، أن الحد من انتشار تلك الظاهرة التي تهدد مستقبل الأطفال باتخاذ إجراءات رادعة من الدولة كملاحقة ذويهم أو إيداع الأطفال بدور رعاية لحمايتهم والحفاظ عليهم كي لا يصبحون أداة في أيدي مجرمين وأيدي عصابات مسلحة وتجار المخدرات والأعضاء البشرية.
بدوره قال مسئول أمني بمديرية أمن الشرقية، "إن الأجهزة الأمنية تبذل كل ما في وسعها لمكافحة تلك الظاهرة بشن حملات يومية في جميع مناطق المحافظة، وتم ضبط 80 قضية استغلال لأطفال في عمليات التسول خلال أسبوع واحد واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه ذويهم والبعض الآخر يتم إيداعه في أقرب دار أحداث لتأهيله ليصبح فردا صالحا في المجتمع، مشيرا إلى أن مكافحة التسول تتطلب تضافر الجهود الرسمية وقطاعات المجتمع لإحداث تغيير وتطوير اجتماعي بوضع آليات تحد من انتشار هذه الظاهرة.