خيانة في كردستان.. بارزاني يدفع مستقبله السياسي ثمنا لمسرحية الاستقلال الفاشلة.. برلماني في الإقليم يكشف عن مؤامرة دولية بدعم أمريكا وبريطانيا.. ووضع الشمع الأحمر على مشروع الدولة الكردية
انتهت مسرحية محاولة انفصال إقليم كردستان العراقي، عن العاصمة المركزية بغداد، المحاولة التي حشد لها مسعود البارزاني رئيس الإقليم أصوات داخلية وبدأ وقوعه في فخ تحريض داخلي على المضي قدوما في المشروع بهدف القضاء عليه سياسيا.
واليوم أسدل البرلمان كردستان العراق الستار على المسرحية الهزلية التي بدأت كوميديا ووصلت لنهاية درامية بإعلان مسعود بارزاني اعتزاله العمل السياسي والعودة في صفوف الجماهير في رسالة تشبه خطاب التنحي للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، فيما يرى مراقبون ملامح خيانة تعرض لها رئيس الإقليم من الكتل السياسية المناوئة.
رسالة الوداع
وقال "بارزاني"، في رسالته التي تليت الأحد في افتتاح جلسة لبرلمان كردستان: "بعد الأول من نوفمبر، لن أستمر في هذا المنصب وأرفض الاستمرار فيه، لا يجوز تعديل قانون رئاسة الإقليم وتمديد عمر الرئاسة".
وكانت مصادر كردية أكدت أن الفترة القانونية لولاية الرئيس برزاني ستنتهي بنهاية أكتوبر الجاري، وهو لا يرغب في التمديد، أو الترشح لدورة رئاسية أخرى.
وفي وقت سابق من أكتوبر الجاري، طالبت حركة التغيير المعارضة والتي تتخذ من السليمانية في إقليم كردستان العراق مقرا لها، طالبت بتنحي البارزاني، كما طالبت بإلغاء قانون رئاسة الإقليم وحل رئاسته، وتثبيت النظام البرلماني عوضا عن الرئاسي.
وجاء في نص الرسالة:
استنادًا إلى القرار الإقليمي (128)، طالبنا في 12-7-2017 بإجراء انتخابات رئاسة البرلمان ورئاسة الإقليم في 1-11-2017، إلا أنه وبسبب الأوضاع السياسية والأمنية والتقنية ولعدم وجود مرشح، تم تعليق الإجراءات لانتخابات رئاسة الإقليم ورئاسة البرلمان من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
"فيما يخص منصب رئيس الإقليم بعد 1-11 أرفض استمراري في هذا المنصب، ولا يجوز تعديل قانون رئاسة الإقليم ولا يوجد تمديد عمر رئاسة الإقليم ويجب الاجتماع في أسرع وقت كي لا يحدث هناك فراغ قانوني في مهام وواجبات رئيس الإقليم ومعالجة هذه المشكلة، وأنا سأبقى كبيشمركة".
"وأنا كمسعود البارزاني البيشمركة، سأبقى بين جماهير والبيشمركة الأعزاء في التضحية والكفاح من أجل الحصول على حقوق ومطالب شعبنا وكذلك الحفاظ على مكتسبات شعبنا".
مؤامرة دولية
أعلن عضو برلمان إقليم كردستان عن الحزب الديمقراطي الكردستاني آري هرسين، رفضه المشاركة في جلسة مناقشة رسالة البارزاني، معتبرا أن هناك "مؤامرة دولية" من قبل ثلاثة دول تحتل أرض كردستان وبدعم بريطاني وأمريكي ضد البارزاني.
وقال هرسين في مؤتمر صحفي، "خرجت من قاعة البرلمان لرفضي المشاركة في جلسة البرلمان المخصصة لمناقشة رسالة مسعود البارزاني"، معتبرا أن "هناك مؤامرة دولية من قبل ثلاثة دول تحتل أرض كردستان وبدعم بريطاني وأمريكي ضد البارزاني".
وأضاف هرسين، أن "هذا الموضوع محاولة لتحجيم إرادة أمة وتدمير كرامته من خلال شخص يعتبر رمزا للاستفتاء واستقلال كردستان"، مشيرا إلى أن "جلسة اليوم تعد استسلاما".
وتابع هرسين بأن "هذه الشخصية حملت راية الاستقلال في كردستان وسانده أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وأي خطوة تمسه تعد انتهاكا لحرمتهم".
نقل السلطة
صوت برلمان الإقليم كردستان، على خمسة مواد من قانون نقل سلطات رئيس إقليم كردستان إلى مؤسسات البرلمان وحكومة الإقليم ومجلس القضاء الأعلى، مبينا أن تلك الصلاحيات تشمل سلطات قانونية وعسكرية وإدارية.
وقال موقع "السومرية نيوز"، إن برلمان إقليم كردستان صوت على خمسة مواد ضمن مشروع قانون نقل صلاحيات رئيس إقليم كردستان إلى مؤسسات البرلمان وحكومة الإقليم ومجلس القضاء الأعلى لحين إجراء الانتخابات المقبلة.
موضحا أن تلك الصلاحيات تشمل سلطات قانونية وعسكرية وإدارية، لافتا إلى نقل تلك السلطات إلى رئاسة حكومة الإقليم والبرلمان ومجلس القضاء الأعلى بحسب اختصاص كل من تلك المؤسسات.