رئيس التحرير
عصام كامل

إقالة وحشيش وزواج ونبوة... 4 أزمات تهز الشارع المغربي

فيتو

شهدت المغرب العديد من الأزمات خلال الأيام الماضية في مقدمتها زلزال سياسي بإعفاء الملك محمد السادس لوزراء في حكومة سعد الدين العثماني، وكذلك استمرار محاكمة قائد حراك الريف بالإضافة إلى وجود فضائح جنسية لرجل دين سلفي مشهور وغيرها من الأحداث التي هزت الشارع المغربي خلال الأيام الماضية.. ترصد "فيتو" أبرز هذه الأزمات التي هزت الشارع المغربي.


1- إعفاء وزراء
وأمس أعفى العاهل محمد السادس وزراء من الحكومة المغربية الحالية، على خلفية فساد، فيما اعتبره مراقبون زلزالا سياسيا يضرب حكومة سعد الدين العثماني.

ووفق بيان الديوان الملكي المغربي؛ فالوزراء الذين جرى إعفاؤهم هم محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بصفته وزير الداخلية في الحكومة السابقة، محمد نبيل بنعبد الله، وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بصفته وزير السكني وسياسة المدينة في الحكومة السابقة، والحسين الوردي، وزير الصحة، بصفته وزيرا للصحة في الحكومة السابقة.

وتأتي هذه الإعفاءات من العاهل المغربي على خلفية، تقديم إدريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات/محكمة الأموال في المغرب، لتقرير تفصيلي عن الاختلالات والتأخير في تنفيذ مشاريع تطوير مدينة الحسيمة في شمال المغرب.

وسجلت الحسيمة منذ عام، احتجاجات سلمية اجتماعية، طالبت بالشغل وبالصحة وبفك العزلة الطرقية.

وكشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات في المغرب، أن تحقيقاته أثبتت "اختلالات تم تسجيلها في عهد الحكومة السابقة"، التي تواجد على رأسها عبد الإله بن كيران، الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية (الذراع السياسية لجماعة الإخوان في المغرب).

2- أزمة حشيش
كما انشغل الشارع المغربي بأزمة بين المغرب والجزائر أطلق عليها الإعلام "أزمة حشيش" على إثر تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل يتهم فيها المغرب بعمليات غسيل أموال نتائج بيع الحشيش.

واستدعت وزارة الشئون الخارجية والتعاون الدولي المغربية، السبت الماضي، القائم بأعمال السفارة الجزائرية بالرباط للاحتجاج على تصريحات وزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل قال فيها "إن المغرب يقوم بتبييض أموال الحشيش من أجل الاستثمار في أفريقيا".

ووصفت الخارجية المغربية في بيان لها، تصريحات المسئول الجزائري بـ«الصبيانية» و«غير المسئولة»، مؤكدة أن هذه التصريحات التي لا أساس لها لن تمس ولن تضر بمصداقية ونجاح تعاون المملكة المغربية مع البلدان الأفريقية الشقيقة، والذي لقي ترحيبا من قبل رؤساء عدد من الدول الأفريقية، وسكانها والقوى الحية للقارة، بحسب صحيفة "فبراير المغربية".

وكان وزير الشئون الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، اتهم البنوك المغربية بتبييض أموال الحشيش في دول أفريقية.

3- زواج داعية سلفي
وخلال الأيام الماضية انشغل الشارع المغربي بقصة زواج الداعية السلفي وأحد رموز السلفية الجهادية في المغرب محمد الفزازي بفتاة صغيرة بدون عقد تحت مسمى "زواج الفاتحة".

واتهمت حنان الزعبول (18 عاما) زوجة محمد الفيزازي، بالتغرير بها والزواج منها دون عقد.

ورفعت جمعية الكرامة لحقوق الإنسان في تطوان، دعوى قضائية ضد الفيزازي، تتهمه فيها بخيانة زوجته الأولى، ومضاجعة حنان، التي تبلغ من العمر 18 سنة، عبر التغرير بها، وبأهلها بتقديم وعد أنه سيتزوجها.

وصعد نجم الشيخ محمد الفزازي، أحد أشهر الوجوه السلفية بالمغرب، بشكل لافت بعد إمامته الصلاة بالملك محمد السادس في أحد مساجد طنجة في أبريل 2014.

وكان الفزازي أحد المتهمين بتفجيرات الدار البيضاء مايو 2003، وقضى زهاء 9 سنوات من 30 عاما حُكم بها في قانون ما سمي بالإرهاب.

4- استمرار محاكمة قائد حراك الريف
تحوز قضية محاكمة قائد حراك الريف ناصر الزفزافي ومن معه (32 معتقلا)، اهتمام الشارع المغربي والتي طالب العديد من النشطاء والسياسيون العاهل المغربي محمد السادس بإنهاء القضية والإفراج عن المعتقلين بعدما أقال وزراء من حكومة سعد الدين العثماني.

وبات الزفزافي البالغ 39 عاما والعاطل عن العمل يمثل حركة الاحتجاجات الاجتماعية التي هزت منطقة الريف، وبدا في أول ظهور علني له منذ توقيفه في 30 مايو، واحدا بين 20 موقوفا اكتظوا خلف زجاج منصة الاتهام.

وأجلت محكمة مغربية، امس الثلاثاء، جلسة محاكمة "أيقونة حراك الريف" ناصر الزفزافي ومن معه (32 معتقلا)، إلى تاريخ 31 أكتوبر الجاري، وذلك بطلب من هيئة الدفاع قصد الاطلاع على الملف.

وبدأت محاكمة ناصر الزفزافي، قائد حركة الاحتجاجات التي اندلعت قبل عام في شمال المغرب، بحسب ما أفادت وسائل إعلام مغربية.

ويواجه الزفزافي عقوبة الإعدام، والمتهمون الآخرون في ملف "حراك الريف" عقوبات بالسجن تتراوح بين 5 و20 عاما بحسب معلومات تم الحصول عليها في المحكمة، وانطلق الحراك في الحسيمة (شمال) كردة فعل على مقتل بائع سمك بطريقة شنيعة في حادث سيارة جمع نفايات في أكتوبر 2016.

5- زعيم الإخوان نبي
كما جاءت تصريحات زعيم الإخوان وحزب العدالة والتنمية في المغرب عبد الإله بنكيران، والتي وضع نفسه في مقام النبيين والرسل لتثير الشارع المغربي واستغراب الحاضرين والمتتبعين.

وحسب موقع "برلماني كوم المغربي" تجازو زعيم الإخوان في المغرب عبد الإله بنكيران حدود الجرأة، ومرتبته السياسية ليضع نفسه في مرتبة الأنباء والرسل.

وذكر الموقع أن خطاب عبد الإله بنكيران، لأعضاء حزب العدالة والتنمية في لقاء حزبي عقد السبت الماضي بمدينة سلا المغربية، "تجاوز الحدود السياسية ليعتلي المقامات الروحية العليا، فيجعل نفسه في مرتبة موسى عليه السلام الذي اصطنعه الله لنفسه، أو في مرتبة النبي (محمد صلى الله عليه وسلم) الذي خاطبه الله بالآية القرآنية "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"، وبينما كان الله تعالى يطمئن نبيه محمد كي لا يخاف أو يتخوف من المشركين، فبم وممن يطمئن بنكيران؟".

واعتبر الموقع أن الجرأة التي تحلى بها عبد الإله بنكيران جعلته يتجاوز كل المعايير والحدود، فيجعل نفسه في مقامات الأنبياء، ويتقمص الأبعاد الروحية، فيتخيل نفسه في السلم الأعلى، وبكونه المقصود بكلام الله تعالى "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"، فهل نحن في حرب أهلية في هذا الوطن، أو في مواجهة بين معتنقي عقيدة وأنصار عقيدة أخرى؟
الجريدة الرسمية