رئيس التحرير
عصام كامل

شعراء الكنيسة.. ترانيم في حب الله والقديسين

 البابا الراحل شنودة
البابا الراحل شنودة الثالث

«بدأت أقول الشعر وأنا في السنة الثانية الثانوية، التي تعادل ثالثة إعدادي حاليا، وكان ذلك عام 1938، ولكنني ما كنت أسميه أبدا شعرا، إذ أنني لم أكن قد درست قواعد الشعر بعد، وكنت أعتبره نوعا من الشعر المنثور.. إلا أنني في السنة الثالثة الثانوية بدأ اشتياقي لأن أدرس قواعد الشعر».


هذه كانت بداية البابا الراحل شنودة الثالث مع الشعر، حيث كان يعتبر أشهر شعراء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان يؤلف الشعر الرصين، وكذلك الفكاهي، بجانب الزجل.

عرف عن الكنيسة حبها الشديد لـ«الكلمة»، ومن القلب منها الشعر، فخرج منها العديد من الشعراء، والمبدعين، وتمحور شعرهم حول الكنيسة ومناجاة الله، ومدح القديسين، ويظهر العشرات من الشعراء في مهرجانات الكرازة التي تنظمها أسقفية الشعراء، يبهرون الحضور.

البابا شنودة الثالث عرف بحبه الشديد للشعر، فقال شعرا بالفطرة النقية، والسلامة اللغوية، والموسيقى الشعرية التي لازمت أذنيه منذ سنوات الصبا، نسهل أن نرى في شعره جبران خليل جبران، وتأمل إيليا أبوماضي.

أول قصائد «شنودة» كتبها لأمه، وهو المعروف عنه أنه ولد يتميا قال فيها «أحقا كان لي أم فماتت أم أني خلقت بغير أم.. رماني الله في الدنيا غريبا أحلق في فضاء مدلهم وأسأل يا زماني أين حظي بأخت أو بخال أو بعم؟».

وتنوعت النزعات الشعرية عن البابا شنودة بين «الرومانسية، الفلسفية، والفكاهة»، واشتهر البابا الراحل بخفة الدم وحبه للنكتة وروحه الشعرية الساخرة، فقال «في صغري وعلى الرغم من الخجل وفي حفلات الكلية كنت ألقي بعض الأزجال أو الأشعار الفكاهية».

وكتبت مرة زجلا عن الجغرافيا التي كان لا يحبها: «حاجة غريبة بأدخلها بالعافية في مخى ما تدخلشي.. بنشوف في الأطلس أمريكا وألمانيا وبلاد الدوتشي.. ورياح مبلولة تجيب مية ورياح جافة متمطرشي.. ورياح بتساحل في الساحل تتبع تعريجة وتمشي.. ورياح بتغير وجهتها ورياح تمشي متحودشي».

وكتب البابا شنودة الثالث عن الرهبنة : «أنا في البيداء وحدي، ليس لي شأن بغيري، لي جحر في شقوق التل، قد أخفيت جحري وسأمضي منه يومًا ساكنا ما لست أدري سائحا أجتاز في الصحراء من قفر لقفر ليس لي دير فكل البيد والآكام ديري».

«رمزي بشارة» من شعراء الكنيسة المعروفين، كتب العديد من القصائد ترجم غالبيتها إلى ترانيم، ومدائح القديسين، ومقدمات الأفلام الدينية والروحية، ويرى بشارة أن الشعر الروحي يلزم صاحبه بأن يدرس اللاهوت، وانتقد عدم تقدير دور النشر المسيحية للشعراء الأقباط ماديا.

القمص مكاري يونان، كاهن الكنيسة المرقسية في الأزبكية، يعد من أشهر كتاب الشعر، لكن جميع ما يكتب يترجم مباشرة إلى ترانيم روحية، يتمحور أغلبها حول «المسيح»، فكتب «مكاري» العشرات من الترنيمات الروحية، مثل «منقوش على الكفين، مسيحي حلو ويتحب، طهرني من جوه، ربي بالروح أملاني».

وتشتهر ترانيم أو أشعار القمص مكاري يونان، بين الكنائس الانجيلية، ويترنم بها مرنمو الكنيسة الرسولية، وأغلب الشعب الإنجيلي يحفظ كلماتها عن ظهر قلب.
الجريدة الرسمية