رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. حكاية رقصة في مولد السيد البدوي تنسي طفلا أوجاع السرطان

فيتو

مولد السيد البدوي في مدينة طنطا يعد من أكبر الاحتفالات الدينية في مصر إنْ لم يكن أكبرها، ومن كل فج عميق يأتي إليه مريدوه الذين يتجاوز عددهم مليوني زائر وتستمر الاحتفالات أسبوعا كاملا في شهر أكتوبر من كل عام.


آلاف زاحفة جاءت للتبارك بمقام أبو الفتيان، كما حضر العديد من النسوة طلبا لشفاء فلذات أكبادهن، أو أملًا في إزاحة ما على قلوبهن من تعاسة، ضمن هؤلاء النساء جاءت أم تحمل طفلها الذي لم يبلغ الـ7 سنوات، وهو يحمل مرضا لا حول لأسرته لأن تتحمل تكاليف علاجه «السرطان».

الزحام شديد والأصوات المتداخلة صاخبة، ويأتي من بعيد صوت منشد يشدو بصوت رائع أنشودة «زمزم»، تسوق الأم قدمها وهي تحمل طفلها وتردد في صوت يبدو خافتا وسط هذا الزخم «الله الله يا بدوي، جاب اليسرى».

محمد رشدي، شاب أحب التصوير، فاصطحب الكاميرا الخاصة به ورحل إلى مدينة طنطا، ولكنه لم يقبل على التقاط صور الرجال والنساء الذين يقبلون الضريح، أو من يرتلون بعض الأدعية قبل أن يجلسوا في درج غير بعيد عنه، أو الفقهاء الذين حرصوا على الحضور ينتشون بآيات من القرآن في حضرة السيد البدوي، ولكن ساقه القدر ليذهب بعيدًا عن المقام، ويلتقي تلك المرأة العجوز التي تحمل على وجهها ندبات تركها الزمن مع تقدم السن، وتحمل على ذراعها اليمنى فلذة كبدها.

بجوار شادر للإنشاد، وعلى صوت رائع لأحد المشايخ يشدو «زمزم» التقى محمد رشدي بالسيدة العجوز، وطالبها أن يصور طفلها الذي كان يمسك بعصا وبدأ يترنح راقصًا على صوت الأنشودة.

الطفل اندمج في الرقص مرتديًا جلباب يغطي معظمه الطين، وتلفح بشال حول رقبته كان لونه مثل لون قلب هذا الطفل «أبيض».

ظل يرقص وحيدًا، لا يشجعه أحدًا، ولم يدعمه أحد حتى ولو بكلمة واحدة، ولكن كان هناك من يغنيه عن العالم كله؛ حيث جلست أمه بجواره تصفق له، وبداخلها مشاعر فرحة غابت عنها لفترة ليست بالقليلة.

يبدو أن الله لم يخيب ظن تلك المرأة في أن يحظى طفلها باهتمام الحاضرين لكي يعطيه ذلك الأمر دفعة معنوية ينتصر فيها ولو مرة واحدة على آلامه، فاجتمع حوله العشرات تاركين خلفهم شادر الإنشاد، وبدأوا في التصفيق لهذا الغلام.

المصور محمد رشدي نشر عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تلك المجموعة من الصور لهذا الطفل، ليوثق بها رحلته في مولد السيد البدوي، وفور أن نشر الصور أبدى متابعوه الإعجاب بالصور، داعين الله أن يدخل على قلب تلك المرأة فرحة كبيرة وأن ترى ابنها يلعب وسط الأصحاء من أصدقائه.
Advertisements
الجريدة الرسمية